واشنطن - عواصم - وكالات:
عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية جديدة للولايات المتحدة في أفغانستان في خطاب ألقاه من قاعدة فورت ماير قرب واشنطن مساء الاثنين بالتوقيت المحلي، إِذْ رفض انسحاب بلاده من أفغانستان ومتعهداً بإرسال تعزيزات عسكرية وتشديد الضغط على باكستان التي اتهمها بإيواء (عناصر فوضى).. لكن حركة طالبان سارعت إلى الرد على هذا الإعلان متوعدة الأمريكيين بـ(مقبرة جديدة) في حال أصروا على البقاء في هذا البلد، كما نددت باكستان بدورها بما وصفته بتهديدات وانتقادات ترامب في موقف دعمته الصين.
وقال ترامب (حدسي الأساسي كان الانسحاب.. لكن القرارات تكون مختلفة جداً حين نكون في المكتب البيضاوي). وأيد ترامب مرارا قبل وصوله إلى البيت الأبيض انسحاب بلاده من أفغانستان وكتب على تويتر في يناير 2013 (لنغادر أفغانستان)، مضيفا (قواتنا تتعرض للقتل بيد أفغان تولينا تدريبهم ونحن نهدر المليارات هناك.. هذا عبث.. يجب إعادة اعمار الولايات المتحدة).
وفي خطاب استمر حوالي عشرين دقيقة لم يحدد ترامب أي أرقام حول مستوى الانتشار العسكري وأي مهلة زمنية له، معتبرا أن الدخول في هذه التفاصيل يعطي نتائج عكسية.. لكنه أكد قناعته الراسخة بأن انسحابا متسرعاً من أفغانستان سيوجد فراغا يستفيد منه الإرهابيون من عناصر القاعدة وما يسمى (تنظيم داعش).
وأكَّد مسؤول أمريكي كبير ان ترامب أعطى الضوء الأخضر للبنتاغون من أجل نشر تعزيزات يصل عديدها إلى 3900 جندي إضافي. وينتشر حالياً حوالي 8400 جندي أمريكي في أفغانستان في إطار قوة دولية تعد بالإجمال 13500 عنصر وتقوم بصورة أساسية بتقديم المشورة لقوات الدفاع الأفغانية.
وفي سياق عرضه استراتيجيته بشأن أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها وجه ترامب تحذيرا شديد اللهجة إلى إسلام اباد التي اتهمها بأنها قاعدة خلفية لحركة طالبان. وقال: إن باكستان ستكسب الكثير إن تعاونت مع جهودنا في أفغانستان وستخسر كثيراً إذا واصلت إيواء مجرمين وإرهابيين، مضيفا يجب أن يتغير هذا وسيتغير على الفور. كما وجه تحذيرا أيضاً إلى نظام كابول مؤكدا (التزامنا ليس غير محدود ودعمنا ليس شيكا على بياض)، وترك ترامب الباب مفتوحاً على إمكان إجراء حوار مع بعض من عناصر حركة طالبان. وقال في وقت من الأوقات وبعد جهد عسكري ناجح ربما يكون من الممكن إيجاد حل سياسي يشمل جزءاً من طالبان أفغانستان. ورحب الرئيس الأفغاني أشرف غني بالالتزام الأمريكي (الراسخ) في أفغانستان، فيما أكد حلف شمال الأطلسي بأنه لن يسمح بأن تصبح أفغانستان مجددا ملاذا للإرهابيين. بدورها رفضت باكستان انتقادات ترامب وأكدت أنها تريد السلام في أفغانستان وعبّرت إسلام آباد عن خيبة أملها جرّاء تصريحات ترامب. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان ليس هناك بلد في العالم عانى من آفة الإرهاب كما عانت باكستان، وغالبا عبر أعمال منظمة تتجاوز حدودنا.. لذا فمن المخيب للآمال أن تتجاهل الولايات المتحدة ذلك. كما دافعت الصين عن حليفتها باكستان ضد تصريحات ترامب، حيث رفضت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ انتقادات ترامب، مؤكدة ان باكستان قدمت تضحيات كبرى وساهمت في حملة مكافحة الإرهاب. وأضافت خلال تصريح صحافي ان المجموعة الدولية يجب ان تدعم جهود باكستان.