عثمان أبوبكر مالي
من جديد يعاود فريق الاتحاد لكرة القدم الذهاب إلى منطقة جبل علي في دبي لإقامة معسكر تجهيز للفريق خلال فترة توقف الدوري الطويلة يستمر ستة عشر يومًا.
كثير من الاتحاديين يتحفظون على مكان المعسكر لارتباطه بتجارب سابقة ومعسكرات فاشلة وبذكريات سيئة لفريقهم؛ الذي سبق له إقامة أكثر من معسكر في المنطقة نفسها وتحديدًا في فترة المدرب (سيء الذكر) الروماني فيكتور بيتوركا، وكانت مخرجات تلك المعسكرات سيئة ونتائجها مؤسفة وشهدت أحداثًا (مخجلة) نتج عنها قرارات وعقوبات طالت لاعبين كبارًا في ذلك الوقت، إضافة إلى (هزائم) مشهورة في المباريات التي أعقبتها، لذلك يتعجب ويتحفظ، بل يتخوف كثير من محبي النادي والقريبين منه من قرار إدارة النادي اختيار المكان نفسه معسكرًا للفريق لتجهيز الفريق لمرحلته القادمة المهمة، خاصة أنه يأتي بعد معسكر الصيف في لندن، الذي تأكَّد أنه كان فاشلاً، ولم يستفد منه الفريق إطلاقًا.
السؤال الذي يطرح نفسه، ما الذي يضمن ألا تتكرر أحداث الأمس في جبل علي ويتحول المعسكر (المهم جدًا) ويصبح عمليًا ومفيدًا للاعبين وينعكس إيجابيًا على الفريق وأدائه بعد بدايته السيئة في مستهل الدوري بخسارته (المذلة) أمام فريق الباطن بنتيجة ثقيلة وهو يلعب أمام جماهيره وعلى أرضه في الجوهرة المشعة؟!.
إن البداية السيئة للنمور في الدوري كان سببها ولا شك فشل معسكر لندن، وسبق أن قلت أثناء (بطولة تبوك الدولية الثانية) ـ قبل بداية الدوري ـ إن معسكر لندن كان سفرة أشبه بـ(تمشية) للاعبين، وسماه بعض الاتحاديين (معسكر السنابات) حيث تابع الجمهور وعرف (ضجيج) اللاعبين من (سنابات) بعضهم أكثر من معرفتهم مباريات وبرنامج المعسكر (إن كان له برنامج)!! في حين اعتبره رئيس النادي أنمار الحائلي (غلطة) فهل هناك ما يضمن ألا تتكرر (غلطة لندن) في جبل علي؟
الإجابة على السؤال ينتظرها الجمهور عمليًا من خلال حلول عملية و(برنامج) كامل معد قبل الشروع في المعسكر، يتفادى أخطاء (غلطة لندن) ولا يكرر (سقطات جبل علي) السابقة وتلك مسؤولية الجهاز الفني والإداري معًا، فهل حدث شيء من ذلك؟!
كلام مشفر
- من الذي اختار وفي هذه الفترة وبعد فشل معسكر لندن، معسكر جبل علي الذي له ذكريات فاشلة في السابق مع النمور؟ ما يتردد مع الإدارة الحالية أن اللاعبين هم من يختارون كل ما يخصهم، ويحددون الإجازات ويختارون مسؤوليهم ومن يديرهم.. هل حدث ذلك؟
- المرجو أن يكون المعسكر تم اختياره بناء على (دراسة) وقناعة سييرا، وأن يكون على الأقل بناء على برنامج مدروس مسبقًا، يضع في اعتباره تفادي أسباب (فلتان) الأمس ويغلق المداخل والمخارج التي يمكن أن تكون (مفتوحة على البحري).
- إلى جانب عودة فيلانوفا (الموفقة) أسهم اللاعبون (الشبان) في صفوف الفريق الاتحادي في استعادة توازنه في مباراة الفيحاء وبعض من شخصيته ومن ثم الفوز في المباراة بنتيجة ثقيلة ردت أيضًا اعتباره، وقد شارك في صفوف الفريق (سبعة) من أبنائه وصناعة فرقة السنية.
- المشاركة الموفقة للاعبين الشبان مع الفريق المحروم من تسجيل اللاعبين من شأنها أن (تعزز) التقدير والاهتمام بالمواهب الشابة، وتوقف عملية التفريط الكبير المستمر، وتفهم رجالات النادي وإداراته أن هناك نظامًا اسمه (الإعارة) عليهم التعامل معه للحفاظ على الأسماء الواعدة التي يرفضها المدرب.
- كثير من الأندية ترسل مواهبها إعارة لصقلهم وليلعبوا وتزداد خبراتهم ومن ثم تستعيدهم، وقد نضجوا وارتفعت مستوياتهم، ولذلك تشترط بعض الأندية على اللاعب قبل الإعارة تمديد عقده سنوات إضافية والأمثلة كثيرة للاعبين ذهبوا إعارة عامًا أو أكثر ثم عادوا أسماء أساسية ونجومًا في فرقهم الأصلية.
- ذلك لا يحدث في الاتحاد، فاللاعب الذي يذهب إعارة، يكون الهدف هو التخلص منه ومن عقده، ولذلك لا يمدد ولا يقدم له عرض عند دخوله الفترة المحمية، ولذلك أيضًا لا يعود أحدًا منهم، إلا من لا يكون عقده انتهى بنهاية الإعارة، تفكير سلبي يجب أن يتوقف.
- المدرب ربما يرفض لاعبًا لأسباب ليست فنية، وقد يذهب المدرب بعد عام وربما أقل، لكن أبناء النادي هم (ذخيرة حية) لسنوات ولذلك يفترض الاهتمام أكثر بالحفاظ عليهم بمنحهم مزيدًا من الفرص وللحفاظ على تعب النادي وما صرفه عليهم ماديًا.
- من أهم ما يجب أن يحدد قبل جبل علي أن يكون هناك (كبير) مسؤول عن ضبط المعسكر(!!) وحبذا لو وضعت الإدارة (مسؤولاً) عن السنابات في المعسكر يعوض المركز الإعلامي، ليتسنى للجمهور متابعة ما يصور باحترافية.