عبدالواحد المشيقح
يدرك دياز، ونحن ندرك أيضًا، أن الهلال يملك مفاتيح لعب كثيرة.. وأن الفريق يضم نجومًا كبارًا.. إلا أن ذلك لا يعني أن يجعل من فريقه يلعب بطريقة هجومية بحتة.. واندفاع للأمام بشكل مبالغ فيه.. ويفتح ملعبه للمنافس.. ويتيح له السيطرة على المباراة.. وفرض أسلوبه عليها..!
الهجوم الهلالي يعتمد على اللمسة الواحدة.. والمهارة.. واللعب داخل منطقة الجزاء.. مع إغفال تام لـ(تأمين) الدفاع.. وبادر الفيحاء باكرًا لدق (جرس) إنذار لدياز بأن (القوة) الهجومية وحدها لا تكفي للسيطرة والفوز ما دام الفريق يعاني من ثغرات واضحة في الوسط.. وأن الهجوم الدائم سيعرِّض شباكه للاهتزاز في أي لحظة.. وتبع الفيحاء التعاون.. ليكشف للمدرب الهلالي أن الفريق الأزرق يعاني من أشياء كثيرة، يجب عليه (حلها) ومعالجتها بالصورة الصحيحة.. ويجب الابتعاد قليلاً عن حكاية ضَعف الدفاع.. فهي نظرة تفتقر لأبسط مقومات الواقعية.. فالدفاع الهلالي يوجد به ثلاثة لاعبين رئيسين بتشكيل المنتخب.. وهذا يعني أن المشكلة ليست في أفراد الدفاع بل بالطريقة التي كشفت الخطوط الخلفية كاملة.. وجعلت الدفاع في أسوأ حالاته..!
هذا لا يجعلنا نعفي الدفاع عن مسؤولية الأهداف الأربعة التي وجلت شباك الفريق في مباراتين فقط.. ولكن كان السبب المباشر فيهما اندفاع الظهيرَين.. والبطء الواضح في لاعبي الوسط.. فهذا ما سبَّب (الثغرة) في دفاع الفريق.. فتكتيك (المدرب) - أي مدرب - حينما يعتمد على الظهيرَين (هجوميًّا) بشكل كبير.. فهو في المقام الأول ينظر لقوة (محاوره) ومجهودهم.. وقدرتهم على المساندة.. وبرأيي، إن (محاور) الهلال يفتقرون لتلك الخاصية.. في ظل غياب (الخيبري) الذي لا يجد اهتمامًا من مدربه..!
لقد أخطأ دياز كثيرًا في لقاءَي الدوري.. ثم أمام العين؛ فأي متابع بسيط يدرك للوهلة الأولى معاناة الفريق في عدم وجود (الساتر) الذي يحمي شباكه.. وفي اللقاء الآسيوي جازف كثيرًا بعدم إشراك الخيبري من البداية.. واللعب بالفرج في (المحور) رغم أن سلمان أثبتت المباريات كافة التي لعب فيها بالمحور سلبيته.. وأنه لاعب لا يستطيع القيام بدوره.. بل إن المنافسين يلعبون على أخطائه.. أما إشراك ياسر القحطاني (المنقطع) عن أجواء المباريات.. وفي لقاء مهم كهذا، فهذا لا يتعدى حدود (المجاملة) على حساب الفريق..!
أعلم أن الهلال يمكنه المنافسة على البطولة الكبرى.. بل نيلها، وهو قادر على ذلك.. ولكن ليتحقق ذلك على دياز أن يسترجع شريط لقاءات الفريق في البطولات الآسيوية الماضية.. وكيفية خروج الفريق منها.. فهو لن يجد (سببًا) غير أن الهلال يتبع أسلوبًا هجوميًّا دائمًا.. ومن هجمة واحدة للمنافس تحسم المباراة.. ويحدث ما لا تُحمد عقباه..!
بقايا
. رغم خسارة التعاون من الهلال إلا أن لاعبيه بروحهم وكفاحهم ونجوميتهم كسبوا احترام المتابعين، وأعادوا شخصية الفريق وهيبته والإمتاع في الأداء.
. الأداء اللافت للتعاون في الجولتين الماضيتين يجب أن يكون دافعًا للاعبيه لمزيد من التألق وتحقيق طموحات عشاقه.
. حينما تكون آراء محللي القانون تتوجه لمصلحة فرقهم فإنهم يستشهدون بها، أما إن كان العكس فإنهم يستغربون كيف كان هؤلاء حكامًا في السابق..؟
. مصلحة الهلال تتطلب إلغاء عقد ماتياس والبحث عن بديل. أما التريث بحجة منح اللاعب فرصة فهذا عبث وفوضوية..!
. أمام الباطن خسر الاتحاد بغياب روح لاعبيه، وأمام الفيحاء لعب الاتحاد (بروح) العميد المعروفة فتحقق لهم الفوز..!
. إذا حضرت روح لاعبي الاتحاد فإنها تعوِّض جوانب النقص الفني..!
. الفيحاء يضم لاعبين على مستوى كبير، ينقصهم الانسجام فقط، فضلاً عن بعض أخطاء مدربه جالكا.
. نايف هزازي نجم كبير، وهداف خطير، وأجزم بأن التعاون بنجومه وجماهيره ودعم شرفييه عوامل كفيلة بأن تعيد لهزازي وهجه الذي نعرفه عنه.
آخر الكلام
يحق للتعاونيين أن يتفاخروا برئيسهم الفخري تركي آل الشيخ الذي يقف بصدق وحب مع التعاون.