موضي الزهراني
يختلف المواطنون في رغبتهم وقدرتهم على السفر سواء خارجياً أو داخلياً، فهناك من يستطيع التخطيط مبكراً للسفر إلى الخارج لقدرته المادية، أو لاغتنامه فرصة عروض الشركات السياحية مبكراً والانضمام إلى قروبات سياحية من أجل الدفع المعقول، والتمتع برحلاته في المناطق القريبة ذات الأجواء الجميلة والتكاليف المتوسطة! لكن هناك فئة تتمنى من سنوات طويلة تطوير السياحة الداخلية والتي ما زالت تئن تحت عقبات عديدة من الإهمال والتغيير البطيء الذي لا يساعد على الجذب السياحي لها! فالسياح السعوديين ما زالوا يتزايدون في اتجاههم للخارج باختلاف مستوياتهم المادية، وباختلاف وجهاتهم السياحية والأسباب عديدة كمثل سكان جميع الدول الخليجية، وذلك بسبب ارتفاع حرارة الصيف التي قد تصل لبعض الدول إلى 50 درجة، لكن بالرغم من ذلك نجد العالم تتجه لها كدولة سياحية ذات جذب عالٍ مثل «دبي»، فالأجواء الحارة فيها وارتفاع درجة الرطوبة لم تمنع كثير من السياح من الاتجاه لها صيفاً! وذلك بسبب ارتفاع آلية الجذب السياحي لديهم! لكن مملكتنا تنعم بأجواء خيالية في المنطقة الجنوبية والتي أعتبرها من المناطق المُهمشة سياحياً، والسبب بأن معالمها السياحية ذات الجذب السياحي القوي، لم تتغير بالنسبة لي منذ عشرات السنوات! فالخدمات في المناطق الجبلية ضعيفة، ومحطات الوقود ومرافقها دون المستوى، وخدماتها داخل المدن غير مؤهلة لتكون في مصاف المدن السياحية الخليجية وليست العربية أو العالمية طبعاً! فالمطاعم أغلبها شعبية تحمل لوحات قديمة، والغابات تفتقر للبرامج السياحية الجاذبة والآمنة للعائلات، وما يتم تقديمه كل عام مجرد برامج ترفيهية ومهرجانات لا ترتقي للمستوى المرغوب مقارنة بالبرامج السياحية المقامة في الدول الخليجية أو الأوروبية! فالسائح أصبح ذا ثقافة سياحية متعددة الرغبات مما دفعه للسفر للدول القوقازية ضمن أوروبا الشرقية وآسيا الغربية «مثل دولة جورجيا» وتحمل العديد من الصعاب من أجل الاستمتاع بأجواء خلابة وأسعار معقولة، مقارنة بالتكاليف الخيالية التي يدفعها داخل دولته ولكن المقابل لا يحقق المتعة المنشودة! والحوادث التي تعرض لها بعض السياح السعوديين في تلك الدول دليل على اشتياقهم للطبيعة الخلابة بغض النظر عن المخاطر التي يواجهونها، بالرغم أن من أبسط حقه على هيئة السياحة توفير الأماكن السياحية التي تحقق راحته، من خلال المناطق التي تنعم بها بلانا وما زالت تنتظر مشاريع رؤية 2030 لعلها تحقق لو جزءاً بسيطاً من رغبات المواطن السياحية، وتحافظ على المليارات المهدرة خارج بلادنا سنوياً!