د. عبدالرحمن الشلاش
أصدر وزير التعليم نهاية الأسبوع الماضي قراراً يقضي بتخصيص أربع ساعات أسبوعيا لتنفيذ الأنشطة غير الصفية في مختلف المراحل الدراسية اعتبارا من العام الدراسي القادم 1438-1439هـ. ستطيل تلك الساعات الأربع من أمد اليوم الدراسي في الأيام من الأحد إلى الأربعاء بواقع سبع ساعات يوميا في المرحلة الابتدائية، وثمان ساعات في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
كنت ومازلت مع بقاء الطلاب والطالبات في المدارس أطول فترة ممكنة إذا كانت العوائد التربوية والتعليمية من بقائهم مجزية ومجدية، ولها آثار ونتائج إيجابية في حياتهم، كأن يكون بقاؤهم داخل أسوار المدرسة أفضل بكثير من خارجها، لأن وجودهم في محضن تربوي سيبعدهم عن البيئات السيئة خارجه مثل الشوارع والأماكن الموبوءة. فمثلا تنفيذ دروس للتقوية وحلقات للمناقشة ومسابقات ثقافية ورياضية مشوقة، وتنفيذ نشاطات وابتكارات تحت إشراف متخصصين كل ذلك ستكون له آثاره لكن بشروط أساسية دونها لن يكون وجود الطلاب داخل المدرسة مجديا، بل قد يتحول إلى أن يكون عديم الجدوى عندما يرمي ثقلا على الهيئة الإدارية والتعليمية في المدرسة، ويتحول الأمر من البعد النوعي إلى البعد الكمي المرهق أي ساعات طويلة تحول المدرسة إلى ساحة صراع بين المعلمين وطلابهم، وانتظار قاتل لنهاية دوام يوم مرهق دون فوائد تذكر!
الشرط الأول من وجهة نظري البيئة الجاذبة للطلاب والطالبات.تلك البيئة التي تجعل ساعات اليوم تمر سريعة، وهنا سؤال من يعرف الجواب مسبقا لكن أطرحه كي نتشارك في الحوار حوله، وهو: هل توجد البيئة الجاذبة في مدارسنا من معلم ومنهج ومستوى خدمات جيدة ونحن نعلم الواقع جيداً ومستوى بعض المعلمين والمعلمات، وعدم توافر القناعات لديهم خصوصاً عندما تكون القرارات مفروضة عليهم دون أخذ آرائهم، أو آراء أولياء الأمور والطلاب وهي أساس لنجاح أي قرارات تمسهم بصورة مباشرة؟.
الشرط الثاني: توافر الإمكانات المادية من مبنى متكامل المرافق والخدمات، وغير مستأجر، لأن المباني المستأجرة غير صالحة لتنفيذ الحصص الدراسية، ناهيك أن تكون صالحة لتنفيذ حصص نشاط تتطلب وجود قاعات كبيرة ومسرح وملاعب وغرف للتدريب ومرسم مجهز لتستوعب هذه المرافق كل طلاب المدرسة.
دون توفير هذه الشروط أكثر ما أخشاه أن يتحول القرار إلى عبء ثقيل مع مرور الأيام قد يسرع بإلغائه، وهذه الفرضية تؤكد حاجتنا دائما إلى القرارات المدروسة بعناية.