حميد بن عوض العنزي
** التنمية في محافظات المملكة تعترضها الكثير من العوائق، وجزء منها تزايد الهجرة من تلك المحافظات ومراكزها الصغيرة إلى المدن الرئيسة الثلاث طلباً للوظائف في المقام الأول، وكذلك التعليم والصحة. ورغم العديد من الدراسات التي عملت لتقليلها ومنها على سبيل المثال بناء الجامعات، إلا هذا لم يغير في معدل الهجرة شيئاً لأن وجود الجامعات وحده ليس كافياً ما لم يصاحب ذلك تنمية تسهم في خلق فرص عمل ملائمة، ففي دول كثيرة كان إنشاء الجامعات أحد أهم عوامل التنمية التي عادة ما تنشأ حولها العديد من الكيانات التجارية والخدمية والتي تنمو عادة مع توسع الجامعة، فيما لدينا لم يحدث تأسيس الجامعات في العديد من المحافظات النمو المتوقع، وقد يكون لذلك أسباب متعددة لابد من تحديدها ومعالجتها.
** هناك بعض الجهات تعمل على المساهمة في تحديد بعض لمعوقات ولعل منها على سبيل المثال غرفة الرياض حيث تعمل لجنة تنمية الأعمال بالمحافظات برئاسة الأستاذ محمد الحمادي على إيجاد مؤشرات عمل للتنمية الاقتصادية بالمحافظات وهذه خطوة جيدة لتحديد الفرص وتوفير معلومات تساعد أصحاب المشاريع في تحديد نوعية استثماراتهم، والجميل أيضاً أن اللجنة تتجه مع ذلك إلى تكوين لجان فرعية لسيدات الأعمال بالفروع وتبني إقامة مسابقات لاختيار أفضل مشروع تجاري ناشئ، وهذا يحرك صناعة الاستثمار بالنسبة للمشاريع الصغيرة وسيؤدي التنافس والتشجيع إلى ظهور مشاريع جديدة تستفيد من المزايا النسبية التي تتميز بها كل محافظة، وهنا لابد من وجود فعال للجهات التمويلية وخصوصاً الحكومية لمساندة تلك الجهود التي تبذلها الغرفة من خلال إيجاد تسهيلات في التمويل وتحفيز الشباب من الجنسين على الانطلاق في مشاريعهم وتقديم المشورة والمتابعة لتجاوز العقبات. وأجزم أن هناك الكثير من الجهات في القطاع الخاص سواء في قطاع الاستشارات أو التقنية سيسهم في دعم الشباب متى ما كان هناك عمل منظم وخطط وبرامج واضحة.