د.عبدالعزيز الجار الله
شخصيات قطرية عامة ورسمية تظهر من وقت لآخر على وسائل الإعلام تتحدث عن المقاطعة الرباعية وتتعمد التقليل من العمارة والخدمات والمرافق التي أنشأتها الدولة السعودية في الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن، القطريون يتحدثون بلا تأدب عن بيت الله والمسجد الحرام والمسجد النبوي وكأنهم يتحدثون عن عرض سنمائي أو بطولة رياضية محلية، مهما يكن الخلاف فالأماكن المقدسة لها قدسيتها وعظمتها عند الإنسان المسلم، ولها احترامها عند أتباع الديانات الأخرى، لكن بعض القطريين في الإعلام الرسمي والتواصل الاجتماعي يتعاملون مع موسم الحج ومكة المكرمة والمدينة المنورة امتداداً للأسواق المركزية وينسون الجانب الديني وقدسية المكان ومهبط الوحي والتاريخ الإسلامي.
لا أحد يعلم بهذا السجل الطويل من عمارة الحرمين، أيضاً وسائل إعلامنا لم توصل الرسالة للآخرين -لأسباب مهنية تتعلق بكفاءة قطاعات الإعلام، أو سلوك اتبعته سياسات وزارات الإعلام عبر النشر الإعلامي الخارجي والداخلي- عجزت وزارات الإعلام أن توصل للعالم حقيقة أن المملكة خفضت من أعمالها الإنشائية وفِي سنوات أوقفت مشروعات التنمية والبنية التحتية في مجالات: الشئون الاجتماعية، والبلديات، والنقل، والصحة، والإسكان، والتعليم، والعدلية، والشرط، وغيرها ووجهت الجهود للمدينتين المقدستين، وبصورة أخرى هذه المشروعات لم تتوقف تماماً لكن الأولوية أعطيت لمشروعات مكة المكرمة والمدينة المنورة، فوزارة المالية تعطي الأولوية في التنفيذ لمشروعات الحرمين الشريفين وفِي الـ(15) سنة الأخيره بما فيها سنوات الطفرة الاقتصادية توجهت الميزانيات إلى عمارة الحرمين الشريفين ومازالت الميزانيات تضخ في مشروعات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
الحكومة السعودية منذ تأسيسها قبل 300 سنة وهي تعطي الأفضلية والأولوية في المشروعات للمدينتين المقدستين رغم اقتصادها المتواضع في تلك المرحلة، وشح الموارد ونقص السيولة والانشغال في حماية الدولة من الاعتداءات، والتقلبات السياسية واضطراب الأمن زمن الحربين العالميين وصراعات قبل وبعد الحرب العالمية، كذلك لم تفرط دولتنا في خدمات حجاج المسلمين والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وتوفير كل الخدمات والرعاية، لكن هذا العطاء السخي الذي قصد به وجه الله كان لابد أن يعلن لإسكات من في قلوبهم مرض، ويحاولون النيل منا والتقليل من ما نؤديه لخدمة الحرمين الشريفين.