د. أحمد الفراج
عندما تكون قضيتك عادلة، فإنك لا تحتاج أن تدافع عنها، إذ سيتكفل الشرفاء بذلك، وهذا ما حدث للمملكة وحلفائها، عندما قرروا مقاطعة قطر حمد، الدولة الاستخباراتية، التي تخصصت بدعم الإرهاب، ونشر الفوضى، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، بغرض قلب أنظمة الحكم، كما فعلت مع مملكة البحرين، ومع السعودية والإمارات، وقد كان نظام الحمدين هو الأداة التي استخدمتها أجهزة الاستخبارات الغربية لدعم ما سمُّي بالربيع العربي، مالياً ولوجستياً وإعلامياً، ونتج عن ذلك نشر الفوضى والخراب في دول مستقرة، ومقتل مئات آلاف الأبرياء، وهي الجريمة التي سيذكرها التاريخ جيداً، وقد تفضي في نهاية المطاف لمحاكمة نظام الحمدين في قطر بتهم ارتكاب جرائم حرب.
ولأن نظام الحمدين في قطر قام بكل تلك الأفعال الشنيعة، فقد وقف كل شرفاء العالم مع دول المقاطعة، ضد هذا النظام التخريبي، الذي استقطب شذاذ الآفاق لتنفيذ أجنداته، ودعم كل متطرف وناعق، في محاولة لتحقيق حلم حمد بن خليفة لتأسيس إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ولا القمر كما توهم، ويكفي هذا النظام بؤساً أن من يدافع عنه الآن هم أعضاء تنظيم الإخوان المحظور، الذين أغدق عليهم نظام الحمدين لهذا الغرض، ويساندهم مرتزقة الإعلام الشرقي والغربي من هواتف العملة، الذين يتحدثون على قدر ما يدخل جيوبهم، من شاكلة عبد الباري عطوان، الذي لم يبق نظام مارق إلا واستخدمه، من نظام الطاغية صدام، مروراً بالقذافي، وملالي طهران، والآن يردح على وقع الريال القطري، ويضاف لهؤلاء إخونج المملكة، الذين تم فضحهم على رؤوس الأشهاد، بعد أن وقفوا ضد وطنهم، وساندوا نظام الحمدين، الذي يمسكهم بتلابيبهم، عن طريق توثيق الهدايا القطرية لهم صوتاً وصورة، وهو ما أدى إلى سقوطهم الشعبي المروع.
بلغ بؤس نظام الحمدين أنه استقطب، للهجوم على دول الرباعية، شخصية كاريكاتورية متقلبة المزاج، كان لها صولات وجولات تبعث على السخرية، وأعني هنا المتفكر عبد الله النفيسي، الذي تقلّب بين كل الأيدولوجيات الفكرية، وتناقض حتى ملّ منه التناقض، فبعد أن بدأ حياته كارستقراطي عن طريق الالتحاق بكلية فيكتوريا العريقة بمصر، قرر أن يكون ماركسياً، ولم يطل به المقام مع هذا الفكر، إذ تحول منه للفكر الديني المتطرف، وصار نصيراً لحركة جهيمان، التي احتلت الحرم الشريف!!، ثم تشقلب لنصرة نظام الملالي في طهران!!، ولأنه كثير التحول والتشقلب، فقد استقطبه التنظيم الدولي للإخوان، عن طريق نظام الحمدين، فصار كبير المنظّرين للتنظيم، ولحكومة الحمدين، وكانت آخر تقليعاته هي الهجوم الشرس على دول المقاطعة، وبالذات الإمارات، ومن يدري، فقد ينتهي المطاف بالنفيسي مدافعاً عن داعش، هذا إذا لم يتم القضاء عليها قبل ذلك، فيا لبؤس نظام الحمدين، ويا لبؤس من يدافع عنه، ونقول هنا : «قل لي من يدافع عنك، أقول لك من أنت!».