رقية سليمان الهويريني
الأضحية سنة محمودة حين تتوافر فيها الشروط المادية والشرعية؛ كونها عبادة ودلالة على التقوى الخالصة، وقد بقيت هذه السنّة على مر العصور الإسلامية وترسخت في نفوس الناس حتى عدوها واجبًا! وارتبط مفهومها بفرحة العيد؛ حتى لتجد الفقراء يستغنون عن شراء ملابس العيد؛ إلا أنهم قد لا يتخلون عن ذبح الأضحية مطلقًا.
وفي كل عام تُذبح الأضاحي وتُقام الولائم دون تفكير بتوفر الشروط الصحية، فبرغم حرص الجهات المختصة إلا أنه يلاحظ أحيانًا دخول مواشٍ للسوق وقد تعرضت لمواد إشعاعية قد تسبب المرض، ويدل على ذلك أورام وخراجات تحتوي صديدًا وأنزيمات مسببة للمرض عند اختلاطها باللحم وأكلها معه، ويشدد الأطباء البيطريون على إتلاف الذبيحة إذا ظهرت تلك الخراجات لخطورتها.
والحق أن تناول اللحوم الحمراء طيلة العام مؤشر مخيف لخطورتها على جسد الإنسان وتسببها بأمراض من ضمنها النقرس؛ ويحذر الأطباء من المبالغة بتناول كميات كبيرة من اللحوم كونها تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطانات المختلفة لا سيما ممن لديهم مرض السمنة أو ارتفاع السكر أو ضغط الدم أو مرض الكبد الدهني. ومعروف أن التقليل من اللحوم الحمراء يؤدي إلى انخفاض احتمال حصول الأمراض المختلفة.
والمخيف إفراط البعض في أكل اللحوم أثناء العيد أو طبخها بطريقة خاطئة، كالشواء والقلي في حين يفضل سلقها والتخلص من الدهون، حيث الجمع بين البروتينات والدهون في وجبة واحدة يطيل فترة الامتصاص والهضم في المعدة.
ويُنصح بتناول السلطة والخضراوات مع اللحوم لتمد الجسم بالأنزيمات التي تساعد على الهضم وتمده بالألياف الغذائية التي تمتص الدهون الزائدة.
كل عام والمسلمون بخير، وجعله الله عيدًا سعيدًا دون إصابات أو أمراض!!