د.عبدالعزيز العمر
محصلة جهود تطوير التعليم تظهر في النهاية للخبراء في طبيعة ما يجري في المدرسة وفي الفصل تحديدا من أحداث وتفاعلات بين المعلم والطلاب، وبين الطلاب والخامات التعليمية، وبين الطلاب أنفسهم.
هناك في الفصل سوف تنكشف نتائج جهود تحسين التعليم.
هناك ستظهر صورتان محتملتان تمثلان خلاصة جهود تطوير التعليم. الصورة الأولى (السلبية) يمثلها نموذج الاسفنجة، وهو نموذج يصف الأسلوب الذي تعلم من خلاله الطلاب.
لكن ما علاقة تعلم الطلاب بالاسفنجة؟ من المعلوم أنه عند غمر اسفنجة في وعاء به ماء ثم إخراجها وعصرها سوف يخرج منها الماء الذي امتصته، فوظيفة الاسفنجة هنا هي مجرد حفظ الماء مؤقتا بداخلها.
الاسفنجة هنا تمثل الطالب، والماء يمثل المعلومات التي يضخها المعلمون في ذاكرة الطالب.
وعندما تحين فترة الاختبار يشكل الاختبار ضغطا على ذاكرة الطالب لتخرج منها المعلومات كما دخلت تماما دون أن يجري عقل الطالب عليها أي معالجة.
أما الصورة النهائية الثانية ( الإيجابية ) لجهود تطوير التعليم فيمثلها نموذج النحلة، معلوم أن النحلة تمتص الرحيق من كل أنواع الزهور، ثم تقوم بمعالجة هذا الرحيق وفق تنظيم دقيق وعمل دؤوب لتخرجه عسلاً مصفى.
يقابل ذلك تعليميا قيام الطالب باكتساب المعلومات والأفكار من كل المعلمين ( الزهور)، ليقوم بعد ذلك بمعالجتها وتنظيمها في عقله بطريقة تكسبها معنى وتمكنه من الوصول إلى حلول إبداعية لمشكلات وقضايا معقدة.
إن الوصول بتطوير تعليمنا إلى نموذج النحلة دونه خرط القتاد، أما الوصول به إلى نموذج الاسفنجة فسهل وغير مكلف، فهو لا يحتاج سوى إلى قيادات أي كلام، ومعلمين أي كلام، وتجهيزات ومبانٍ مدرسية أيّ كلام.