إبراهيم عبدالله العمار
كنت في السوق ذات مرة ورأيت مشهداً عجيباً: رأيت كشكاً يجلس فيه مصلح ساعات!
كان هذا الكشك شيئاً مألوفاً في طفولتي لما كان الأكثرية يلبسون الساعات، لكن الآن أتى الجوال وقضى على حِرف كثيرة أو حاصرها، ومنها مهنة إصلاح الساعات التي تأثرت بالجوال كالكثير غيرها. ماذا فعل الجوال أيضاً؟ ما الأشياء التي صارت نادرة أو معدومة بسببه؟
- ساعات اليد صارت للزينة الآن أكثر مما هي لمعرفة الوقت، وقلّت كثيراً.
- الساعات المنبهة التي كنت أراها كثيراً والآن ندرت.
- مكاتب السفر والسياحة بدأت تقل بعد ظهور تطبيقات تحجز فيها كل رحلتك من الألف للياء.
- أين كابينات الهاتف؟ أَلاحظتَ اختفاء المحلات ذات اللوحات الوردية التي تتكلم فيها بالهاتف؟
- نفس المصير آلت إليه مقاهي الإنترنت، فالإنترنت في الجوال صارت سريعة رخيصة.
- لم يعد الكثير يصحبون الكاميرا في السفر، فكاميرات الجوال أقوى من كاميرات الماضي. محترفو وعشاق التصوير هم أصحاب الكاميرات الآن.
- هذا يذكرنا، أين محلات تحميض الصور الفوتوغرافية؟ زالت! لكن هذه مؤسفة في رأيي، فالصور الفوتوغرافية المطبوعة أفضل بكثير من الصور الرقمية في الجوال، واذهب الآن وتصفح ألبوم صور قديم وستجد له لذة ذكريات ليست في صور الجوال.
- ألعاب Gameboy وغيرها المحمولة التي كانت ترافق سفرنا.
- أجهزة تنظيم الوقت وتدوين الملاحظات وتسجيل الصوت.. وداعا!
- أجهزة عد خطوات المشي. التطبيقات تُغني الآن.
- متى آخر مرة احتجت فيها فعلاً ذلك التقويم على مكتبك؟
- كم عشقت في طفولتي تلك الخرائط الورقية في المكتبات!
- لكن لم أتحسّر على غياب الطوابع والمظاريف ومكاتب البريد، والفضل للإيميل وغيره.
- من أكبر الصرعات التي انحسرت: أجهزة متخصصة في الموسيقى مثل زون وآيبود، فصار الجوال يخزِّن ويشغل الملفات الصوتية.
- الآلات الحاسبة انكمش سوقها.
- الكشافات، فلاش الكاميرا في الجوال يكفي.
- المعاجم الورقية الضخمة. اشتقت لمعجم «المورد» الرائع!
أتعاطف مع من كان رزقه يعتمد على التقنيات القديمة البائدة، لكن هذه من سنن الحياة القاسية، تظهر تقنيات وأخرى تتلاشى، ومن لا يستعد كان مصيره مصير ذاك الكشك.