فهد بن جليد
من نقطة الشميسي الواقعة بين جدة ومكة المكرمة، حيث يتم فرز المركبات وقراءة التصاريح الإلكترونية للحجاج آلياً من قبل رجال القوات الخاصة لأمن الطرق، وهو عمل بالمناسبة مضنٍ ولكنَّه يتم بسلاسة ودقة كبيرة، بفضل التدريب والاستعداد المُتقن، لأداء هذه المهمة التي أوِّكلت إليهم لتطبيق أنظمة الحج فيما يخص حصول الحاج على التصاريح اللازمة - من هذه النقطة تحديداً - انطلقنا نحو الطريق الساحلي المحاذي للمشاعر المقدسة، حيث تعكف فرق التدخل السريع التابعة للقوات الخاصة لأمن الطرق في ضبط مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة البرية، من تسلل وتهريب الحجاج الذين لا يحملون تصاريح حج أو المخالفين والمهربين وهي مهمة أخرى لا تقل أهمية ومسؤولية عن مهمة ضبط المداخل الرئيسة والرسمية.
أعتقد أن على كل حاج يفكر في الدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بطرق غير نظامية، ومن خلال الاعتماد على المهربين أن يراجع نفسه أكثر من مرة قبل أن يتخذ مثل هذا القرار، والعقوبات المترتبة عليه، خصوصاً أن القوات الخاصة لأمن الطرق جادة في تطبيق النظام، وضبط المسألة، وأنصحه أن يقرأ هذا المقال ليتعرَّف أكثر على بعض ما ينتظره.
فما يدور في ذهن من يقصد الحج بطريقة غير نظامية عادة، أنَّه لن يتم ضبطه وهو يعتمد على تجارب سابقة سمع عنها من آخرين، ومعرفة وقدرة المهربين في سلك طرق صحراوية وجبلية وعرِّة وضمانات على طريقة ( أهل مكة أدرى بشعابها) حتى لو كان السائق من خارج مكة المكرمة، مع تناقل معلومات خاطئة بأنَّ هناك أعداداً كبيرة تدخل المشاعر المقدسة بهذه الطريقة.
والحقيقة أنَّ الأمور تتغير بشكل سريع وكبير، فالأدوات والآليات والاستعدادات والإمكانات والتجهيزات مُذهلة في قبل الصحراء وبين الجبال، والعدد الكبير من رجال القوات الخاصة لأمن الطرق الذين يعملون على مدار الساعة طوال أيام الحج، يوحي بغير ذلك تماماً فمن يفكر في سلك طرق غير نظامية وصحراوية سيكون مصيره الرصد الآلي والجوي والبري والسري، حيث يتم تمشيط حدود مكة المكرمة بواسطة عربات التحكم والقيادة المتنقلة ليلاً ونهاراً، المزودة بكاميرات يصل مداها لكيلو مترات عدة، وشبكات ربط بالمراقبة الجوية، والاستعانة بكاميرات كوادرو الطائرة التي تستطيع تعقب المُتسللين دون أن يشعروا بذلك، ومن ثم تحديد مواقعهم بدقة، ومراقبتهم عن بعد لضبطهم وإعادتهم بعد تبصيمهم تمهيداً لتطبيق النظام بحقهم.
كما أنَّ التدريب الذي حصلت عليه فرق التدخل السريع، انعكس على سرعة تحركهم وتنقلهم بسهولة، واتخاذ القرار من أجل إيقاف المهربين والمُخالفين والمشبوهين ممن يعتمدون استخدام الطرق الصحراوية والبديلة، وهو ما يدل على جاهزيتهم المطلوبة لأداء هذه المهمة.
وجود أدوات السلامة المروية والإنقاذ، كانت دلالة أخرى على أن هذه الفرق تستخدمها لإنقاذ حياة بعض من يحاولون التسلل ممن يتوهون في الصحراء وبين الجبال أو تتعطل مركباتهم أو يتخلى عنهم المهربون عندما يتم تضييق الخناق عليهم، مما يؤكد أن هذه الطرق محفوفة بالمخاطر.
فكل الشكر لهؤلاء الأبطال المخلصين على دورهم الكبير في حفظ مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتأمين سلامة وراحة مُستخدمي الطرق المؤدية إليها، والحذر من الوقوع في مصيدة الحج بلا تصريح وتبعاتها النظامية ومخاطرها.
وعلى دروب الخير نلتقي.