سليمان الجعيلان
دخل مدرب فريق الهلال رامون دياز مباريات دور الـ8 في البطولة الأسيوية وهو أمام تحديين ورهانين صعبين الأول كان مصرا عليه وكسبه، والثاني اضطر إليه ولكن خسره، وذلك عندما كسب التحدي في الرهان على كفاءة وجسارة حارس مرمى الفريق وابن نادي الهلال عبد الله المعيوف، والتي توجت المعيوف بلقب أفضل لاعب في مباراة الهلال والعين عن جدارة واستحقاق، وكذلك بعدما خسر الرهان على اللاعب الاورغوياني ماتياس بريتوس بعد أن كشفت مباراة الهلال أمام العين بأنه لا يرقى ولا يرتقي لطموح وقيمة ومكانة فريق كبير وعظيم مثل نادي الهلال، وانه لا يمكن أن يكون إضافة فنية للفريق على الأقل حسب ما قدمه حتى الآن!!.. وأمام هذين الموقفين المتناقضين فنياً تبادر إلى ذهني أسئلة كثيرة وكبيرة وهي لماذا يعتمد أصحاب القرار في نادي الهلال بإداراته المتعاقبة تجاهل وتهميش مخرجات الفئات السنية في نادي الهلال؟ ولماذا أصبح دور هذه الفئات السنية هو تجهيز وتصدير المواهب الكروية الهلالية للأندية الأخرى؟ والى متى يظل المشجع الهلالي تحت رحمة ومزاجية مدربين لا يمتلكون الجرأة والشجاعة بالاعتماد على لاعبين شبان بكل تأكيد هم أكثر إضافة فنية وفائدة تكتيكية من بعض اللاعبين المحليين أو الأجانب الحاليين في الهلال، وأقولها بكل تجرد وبكل أسف أيضاً الأرجنتيني رامون دياز احد هؤلاء المدربين على الأقل حتى الآن؟!
تخيلوا معي في مباراة الهلال والعين الماضية ماذا لو كان مهند فلاته بعطائه العالي مكان عبد الله عطيف بأدائه المتعالي، وماذا لو كان ناصر الدوسري بنشاطه وجديته في موقع سلمان الفرج باستهتاره وعدم مبالاته، وماذا لو كان عبد الرحمن اليامي بمهاراته مكان الاورغوياني ماتياس بتواهنه، وماذا لو دخل مجاهد المنيع بحماسه وروحه بدلاً من ياسر القحطاني المشغول فكره خارجياً والمعدومة فائدته فنياً، لذا اسأل هل يمتلك مدرب فريق الهلال رامون دياز الجرأة ويفعلها الآن قبل فوات الأوان لا أقول في المباريات الأسيوية فحسب بل في جميع الاستحقاقات القادمة؟!.. فبصراحة وبكل وضوح أزعم أنه من المؤسف والمخجل في تاريخ نادي مثل الهلال وكبير الكبار أن يكون اخر جيل قدمته الفئات السنية في الهلال وما زال يخدم فريق الهلال هو جيل نواف العابد وسلمان الفرج، لذلك اعتقد انه آن الأوان أن يعود الهلاليون إلى الخلف قليلاً ويقرأوا تاريخ ناديهم جيداً ويتأملوا كثيراً في المواهب الشابة المدفونة في فريقهم ويتذكروا ماذا حدث في دوري (1399) هجري، وما فعله المدرب البرازيلي الكبير ماريو زاجلو عندما أشرك وأقحم ثلاثة لاعبين من شباب نادي الهلال دفعة واحدة مع الفريق الأول وهم فهد المصيبيح وسلطان المهنا وحسين البيشي ليلعبوا بجانب الأسطورة البرازيلية ريفيلينو واللاعب التونسي نجيب الإمام، ليصبح ذلك الثلاثي بعدها من أعمدة فريق الهلال لعدة سنوات توجوها مع بقية زملائهم بعدة ألقاب وبطولات محلية وخليجية مع الهلال، وكذلك ما عمله المدرب البرازيلي الصارم والجريء كندينو في دوري (1410) هجري عندما استعان في عز المنافسة بلاعبين صغار من مدرسة الهلال وهم سامي الجابر وخالد التيماوي وصفوق التمياط ومحمد التمياط وخالد الرشيد وغيرهم، ليشاركوا مع الفريق الأول ويحققوا معه بطولة الدوري ويتوج سامي الجابر بمساعدته بلقب هداف الدوري في ذلك الموسم، ولينطلق فريق الهلال بعد تلك الجرأة في التجديد والاعتماد على الأسماء الشابة إلى السيطرة والهيمنة على البطولات المحلية والعربية بل والقارية هي من توجت نادي الهلال ليكون زعيم أسيا وكبيرها والتي أخشى أن يفقد نادي الهلال هذه الزعامة الآسيوية في السنوات القادمة إذا استمر هذا التجاهل والتهميش للأسماء الشابة ومواهب فئات الهلال السنية!!.
مونديال روسيا والحسابات المعقدة
وسط مشاعر جماهيرية مختلطة بين التفاؤل والتشاؤم بعد المستويات المتذبذبة السابقة ووفق اراء مختلفة ومتنوعة حول اختيارات اللاعبين الفنية يعود بعد غد الثلاثاء منتخبنا السعودي لاستكمال مشواره في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا (2018)، ويختتم ما تبقى له من مباراتين في التصفيات عندما يلعب المباراة الأولى أمام منتخب الإمارات على ارض الإمارات، والثانية عندما يواجه منتخب اليابان على أرضنا وبين جماهيرنا في ملعب الملك عبد الله بجدة الذي آمل وانتظر أن يكون وصول وتأهل الأخضر السعودي إلى نهائيات كأس العالم في روسيا منه ومن خلاله ليكون أقل هدية يقدمها لاعبو المنتخب السعودي للجمهور السعودي، بعد أن قام المدرج الأخضر بواجبه الوطني ودوره التحفيزي بكل مسؤولية ووطنية في دعم ومساندة المنتخب في الجولات الماضية مما كان له الأثر الكبير في تحفيز ودفع لاعبي منتخبنا السعودي للتغلب على الكثير من النواقص والمشاكل الفنية، وهذا ما يؤكد أهمية الجوانب المعنوية في ثقافة وفكر اللاعب السعودي؛ لذلك من الضروري أن تصل الرسالة الصريحة والواضحة للاعبي منتخبنا الوطني بأن يدركوا ويستشعروا أهمية هذه المرحلة وان ما تبقى في رحلة منتخبنا السعودي للوصول للعاصمة الروسية موسكو هما خطوتان وعقبتان فقط يجب تجاوزهما بأي طريقة مشروعة لبلوغ الحلم الذي ينتظره كل السعوديين بعد غياب طويل!!.. أيضاً من الضروري أن يفهم ويستوعب لاعبو منتخبنا الوطني ماذا يعني أن يُكتب في سجل سيرة اللاعب الرياضية وماذا يعني أن يدون في دفتر مسيرة اللاعب الكروية أنه شارك ولعب في نهائيات كأس العالم، ولكي يصل اللاعب السعودي لهذه المرتبة العالية وهذه القمة الكروية عليه أن يبذل الغالي والثمين لتحقيق هذا الهدف السامي وحتى يسطر اسمه مع اللاعبين الذين سبق ان شاركوا في نهائيات كأس العالم!!.. باختصار إذا أراد لاعبو منتخبنا الوطني أن يقنعوا الوسط الرياضي بأن فكر وثقافة اللاعب السعودي (الحالي) وصلت إلى مرحلة من النضج الكروي تؤهله وتدفعه للعب في نهائيات كأس العالم، فعليهم أن يثبتوا ذلك في مباراة منتخبنا أمام منتخب الإمارات؛ لان هذه المباراة تحديداً هي الموقعة الحاسمة والفاصلة في تأهل المنتخب السعودي لمونديال روسيا وإلا سوف ندخل في حال التعثر -لا قدر الله- في حسابات المراكز المعقدة وحساسية مباريات الملحق المتعبة!!.