محمد بن علي الشهري
لنا في سياق تجاربنا التعاقدية مع اللاعبين الأجانب مئات الحالات التي لا تتبلور وتتضح جدواها إلاّ بعد خوض العديد من المباريات أمثال حالة النجم السويدي (ولهامسون) والنجم البرازيلي (تفاريس) وغيرهما ممن اكتنف بداياتهم الكثير من اللغط إلى درجة الحكم القاطع بفشلهم، ثم ما لبثوا أن تحولوا إلى علامات بارزة يشار لها بالبنان، بعكس حالات أخرى استطاعت إثبات وجودها منذ المشاركة الأولى لها أمثال الروماني (ميريل رادوي) على سبيل المثال لا الحصر.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن ثمة العديد من العوامل التي تصاحب بدايات اللاعب الأجنبي، والتي قد لا تساعده على البروز منذ الوهلة الأولى مثل: الطقس والمناخ والغربة، وقبل ذلك كله (التوفيق)، وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك فئة ثالثة من التعاقدات هي فئة (المقالب)، ليس على الصعيد الهلالي فحسب، وإنما على صعيد كافة الأندية.
اليوم نتكلم عن (ماتياس) الهلال الذي أجمعت كل الآراء الجماهيرية والإعلامية، وحتى على صعيد بعض المحللين الفنيين على أنه (مقلب) شربه الهلال، مبررهم في ذلك ضعف سيرته الذاتية التي لا تخدمه، وبالتالي انتفاء جدوى الصبر عليه على اعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه؟!
المشكلة أن هذه الآراء المدعمة بالشواهد المتمثلة بما قدمه اللاعب من لمسات (هزيلة) خلال مشاركاته، هي في اصطدام هذه الآراء بإصرار (رامون دياز) على التمسك باللاعب رغم أن في الوقت متسع لتعديل الوضع وتصحيح خطأ التعاقد معه.
قزع، قزع، قزع؟!.
قد تلتمس العذر للمراهق حينما يرتكب حماقة ما عندما لا يكون هناك من الضوابط الذاتية والأسرية ما يحول بينه وبين ارتكابها.. وقد تلتمس العذر لـ (متراهق) أو (مستهتر) عندما لا يكون هناك من الضوابط والتعليمات الرسمية ما يردعه عن ممارسة بعض الحماقات الدخيلة على المجتمع؟!.
ذلك أن الذي أعلمه، ويعلمه الجميع، أن هناك ضوابط وتعليمات مشدّدة ومتكررة، صادرة عن أعلى سلطة رياضية لدينا تقضي بعدم تفشي ظاهرة (القزع) في ملاعبنا.
غير أن ما يُشاهد هذه الأيام من تكاثر رؤوس القزع بين اللاعبين، والحرص والمبالغة في إشهاره وإبراز ملامحه بشكل مستفز يدعو إلى التساؤل: هل تم (لحس) سلسلة التعليمات والأوامر المتعاقبة المتعلقة بضرورة القضاء على هذه الظاهرة في ملاعبنا، أم أنه أصبح لا قيمة ولا اعتبارية لتلك الأوامر والتعليمات من قريب أو بعيد؟!.
وفي كلتا الحالتين أرى أن من الأسلم والأكرم عدم إصدار التوجيهات والتعليمات إذا كانت لن تُطبق، ولن تُحترم لأي سبب.