د.عبدالعزيز الجار الله
في كل لحظة يتأكد للسعوديين ولدول الخليج والعربية الصديقة والتحالف العربي أن حرب اليمن (عاصفة الحزم 2015) جاءت في الوقت المناسب لأن إيران كما قال نائب رئيس الوزراء اليمني عبدالملك المخلافي أن إيران لديها مشروع تستبدل فيه:
- الدولة بالطائفية.
- الجيش بالميليشيات.
انتهى رأي الوزير المخلافي الذي تحدث به الأسبوع الماضي.
لكن من قراءة أخرى خارج المنظور اليمني أو حتى ضمن إطاره، كان وما زال لإيران المشروع السياسي الكبير منذ سيطرة الملالي على الحكم عام 1979م بدأ بكسر البوابة الشرقية العراق التي للتو يكتشفها عرب الخليج العربي أنها البوابة الشرقية الحقيقية للعرب والتي تعرَّف عليها أسلافنا الأوائل حتى قبل الإسلام عندما أوقع بالعرب ووضعوا وتحديداً الجزيرة العربية تحت كماشة ثلاثة من الإمبراطوريات الغزاة: من الشرق ساسان الفرس، ومن الجنوب والغرب الأحباش، ومن الشمال البيزنطيون الروم. وهي ثلاث من الإمبراطوريات (ساسان فارس والحبشة وبيزنطة)، تحمّل فيها العرب في فترة تاريخية تعرف بالعصر الجاهلي أو عصر الممالك العربية أنواعاً من الاحتلال والغزو والاستغلال حتى جاء الإسلام وحرَّر العرب من تبعية فارس وإفريقيا وبيزنطة ليحول الإمبراطوريات الثلاث حبشة شرقي إفريقيا، وبلاد الجبال فارس، وأيضاً العراق بلاد النهرين، وبلاد بيزنطية الشرق الهلال الخصيب بلاد عموم الشام، ومصر الشمال الإفريقي، جميعها تحت تبعية الخلافة الإسلامية، تحرَّرت وفتحت بفضل الله في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث بدأ التحرّر الإسلامي العربي في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وأتمها عثمان بن عفان رضي الله عنه وأكملت معظم فتوحات الإمبراطوريات الثلاث في الخلافة الراشدة وعاصمة الخلافة المدينة المنورة.
لذا كانت الأطماع الإيرانية سياسية وأذرعتها: الطائفية والميليشيات العسكرية. أي استنساخ تجربة حزب الله في لبنان، إضعاف الدولة وتعزيز الطائفية الشيعية وتقوية الميليشيات بنمط حزب الله، وهذا الذي تريده في لبنان والعراق واليمن والبحرين وقطر والكويت مستفيدة من الربيع العربي الذي خطف منها سورية، ودرع الجزيرة الذي أطاح بأحلامهم بالبحرين، وعاصفة العزم التي أفشلت مشروع اليمن عليها، والمقاطعة الرباعية التي أوقفت مخططاتها مع قطر.