د. صالح بكر الطيار
في كل عام تحزم الأسر السعودية حقائبها استعدادًا لقضاء إجازة الصيف. ومنذ زمن وهناك سلبيات تحيط بالسياحة الداخلية؛ ما جعل دول شرق آسيا وبعض الدول الأوروبية وجهة مفضلة من حيث توافر مقومات عدة، تتعلق بالأسعار، وبوجود مكونات للسياحة، تناسب وتوافق طموح وآمال الأسر بمختلف شرائحها العمرية.
لدينا في السعودية مصايف جميلة، مثل أبها والطائف والباحة، وأيضًا مواقع للسياحة في الربيع والشتاء، مثل المدن الساحلية التي تستقبل الباحثين عن سياحة فصول أخرى، إضافة إلى وجود المواقع الأثرية لدينا في كل المناطق، وأيضًا السياحة الدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
هناك جهود وقرارات وتوصيات ودراسات قامت بها الهيئة العليا للسياحة في ظل توجه الدولة في رؤية 2030، ولكن بعضها تحتاج إلى وقت وجهد وتخطيط يوازي المأمول.
في ظل وجود مقومات السياحة من تنوُّع الأجواء وتميُّز وطني الحبيب بوجود السهل والجبل والبحر والآثار، وأيضًا وجود خطط في لجان التنمية السياحية بالمناطق، فلا بد من دراستها بشكل دقيق، ومعرفة مكامن الخلل، وماذا يطلب السائح.. فإلى وقت قريب كانت المصايف تستقبل قادمين من دول أخرى باحثين عن أسرار السياحة والزيارة للعديد من المناطق السعودية، ولكن هناك تراجعًا في ذلك على مستوى سياحة الداخل، فما الذي يدفع الأسرة إلى قضاء ساعات طيران طويلة إلى دول أخرى إلا عدم توافر المتطلبات اللازمة في ظل تكرار العديد من الفعاليات والبرامج السياحية كل عام، مع وجود تأخير في تنفيذ مشاريع الفنادق العالمية، وأيضًا إحجام العديد من رجال الأعمال والشركات السياحية عن الاستثمار السياحي بسبب عوائق عدة، تتعلق بالتراخيص، وأيضًا عدم وجود جدوى اقتصادية جيدة تتناسب مع أهداف المستثمر.
ونحن أمام الرؤية الواعدة 2030 فإن على هيئة السياحة وهيئة الترفية وإمارات المناطق والجهات المعنية أن تُخضع ملف السياحة الداخلية لدراسة مستفيضة مدعمة بالأرقام، وباستطلاعات ميدانية حقيقية، تعكس رضا الزائر ومتطلبات السائح، وتقارنها مع السياحة الخارجية من حيث التكلفة، وأيضًا المقومات، مع ضرورة إيجاد خطط استراتيجية متكاملة بالتعاون مع القطاع الخاص المتخصص في الاستثمار السياحي، وخلق بيئات مناسبة من الابتكار والتجديد والتطوير، تضمن تحقيق الأهداف اللازمة، وتجعل سياحتنا الداخلية تسير بما يوازي طموح الوطن وأهدافه ومستقبله، وبما يليق به على الأصعدة كافة.