أمل بنت فهد
جميل ما نراه اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي.. حين تهب الجماهير وتتبنى قضية مستضعف أجبر نفسه على نشر ظروفه ومعاناته.. وتحدث عن مشكلته.. وحوَّلها إلى الرأي العام.. لكن!
لنا أن نسأل عن الأبواب التي طرقها.. والدروب التي مشى فيها.. قبل أن يصل إلى منصة الرأي العام.. لنا أن نسأل لماذا وصل إلى هناك؟
إذا ثبت أنه طرق الأبواب ولم تُفتح.. وأن هناك مسؤولاً لم يسمع له.. ولم يستجب له.. فإنه من إنصافنا للوطن الغالي أن يحاسَب كل من تجاهل الشكوى.. وكل من ضغط على الجرح حتى اضطر صاحبه إلى صرخة استغاثة.
هذه الظاهرة مشكلة كبيرة.. وخلل صريح في عمل بعض الجهات المعنية حسب الشكوى.. وفيها مؤشرات واضحة على الإهمال.. وأن الأمانة لم تؤدَّ كما يجب.
فالإنسان لن يصل إلى مرحلة قبول أن يكون حديث المجالس إلا لأنها كانت آخر علاج في يده!
لا يكفي أن يغلق الملف لمجرد أنه تمت الاستجابة.. فهذا الإحراج للوطن لن يمر مرور الكرام.. وحتى لا نجد بعد حين أن قضايا المجتمع المتعثرة مشرعة للقاصي والداني.
ولن يدرك المسؤول حجم تقصيره في هذا الموضع إلا بالمحاسبة الدقيقة؛ لأن إهماله لجهود ضخمة تبذلها الدولة من أجل الوطن والمواطن غير مقبول.
لو أن مواقع تواصلهم الرسمية تعمل كما ينبغي لما اضطررنا لمشاهدة تألم وتوجع صاحب الشكوى أمام الجميع.
لو أن أبوابهم مشرعة كجهات خدمية حقيقية لما اختار صاحب الشكوى أن يعرف الناس علته.
الشكوى المنشورة تحكي قصة قصيرة جدًّا عن التقصير.. وهذا يحرجنا أمام الدنيا بأسرها؛ لأنه يمنحنا وثيقة إدانة.. فالمسؤول وُضع لخدمة الوطن والمواطن.
ولا نريد أن تتحول مواقع التواصل الاجتماعي من تقديم المعلومات.. والإرشادات.. والتوعية.. إلى محكمة الرأي العام.
لو أن كل مسؤول علم أن الشكوى المنشورة يمكنها أن تنفض الغبار عن ملفات إنجازه.. لكانت صرخة الاستغاثة مرعبة.. ولسوف يقدم عمله كما يليق بالوطن.