استقبل سليمان الحربش في مكتبه بمقر صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد) بفيينَّا يوم الاثنين، السادس من ذي الحجة، 1438 هجرية، الموافق للثامن والعشرين من آب / أغسطس 2017؛ سعادة السيد هيثم شجاع الدين، سفير الجمهورية اليمنية لدى النمسا. ودار خلال الاجتماع حديث تم فيه استعراض العلاقات بين (أوفيد) واليمن بشكل عام، وهي علاقات ترجع إلى سنوات خلت، بل إنها تعود إلى عام 1976، وهو العام الذي تأسس فيه (أوفيد).
وقد أعرب سعادته بشكل خاص عن شكره وتقديره (لأوفيد) على مساهمته في دعم جهود الإغاثة في البلاد التي تفتك بها المجاعة والأوبئة من جرَّاء النزاع المستمر وما أفضى إليه من أزمات إنسانية متصلة؛ كما نوَّه بشكل خاص بدور الحكومة السعودية الرائد وجهودها الرامية إلى إحلال الأمن والسلام في ربوع اليمن وحمايته من الطامعين، وبما تقدمه من مساعدات للنهوض باليمن والأخذ بيده نحو مستقبل أفضل.
وكان (أوفيد) قد أقرَّ في وقت سابق من هذا الشهر منحةً ضمن برنامج المنح المخصص للمساعدات الطارئة قدرها أربعمائة ألف دولار أمريكي، يتم في الوقت الحاضر توجيهها لتلبية الحاجات الغذائية والصحية العاجلة لنحو سبعة عشر ألف شخص في المناطق الأكثر تضرراً في البلاد، بما في ذلك تعز والمرتفعات الشمالية والوسطى، وذلك من خلال عملية إغاثة تنفذها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
يُذكر أنَّ هذه المنحة هي الثالثة من نوعها التي يقدمها (أوفيد) إلى اليمن منذ بدء النـزاع الراهن في البلاد في عام 2015.
وقد أمَّل السفير شجاع الدين أن يتحقق الاستقرار في بلاده في وقت قريب، وأن يتمكن اليمن من المضي قدُماً في اتجاه التنمية، مشيداً في هذا الصدد بدور الجهات المانحة ومن بينها (أوفيد). يُشار إلى أن أوفيد خلال تاريخ شراكته الطويلة مع اليمن قدَّم مبالغ تربو على ثلاثمائة مليون دولار أمريكي، من خلال نوافذه التمويلية المختلفة، لصالح مشروعات إنمائية متعددة القطاعات، من بينها الطاقة، والنقل، والتعليم، والمياه والصرف الصحي وسواها. كما دعم القطاع الصناعي في البلاد بواسطة مرفق إقراض القطاع الخاص، فضلاً عن دعمه مشروعات الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن.
وأمَّا برنامج المنح، فكان اليمن من البلدان التي استفادت من عمليات متعددة تستهدف قطاعات حيوية في البلاد وعظيمة التأثير على الفئات الأكثر عوزاً، وذلك من خلال المنح المباشرة للبلد والمنح التي تغطي عمليات ذات نطاق إقليمي يشمل اليمن. وفضلاً عن هذا وذاك، فقد استفاد عدد من الطلبة والباحثين اليمنيين الشباب من برنامج (أوفيد) للمنح الدراسية، عدا عن فرص التدريب والتعليم ونقل المعرفة.
وتجيء هذه المنحة العاجلة الأخيرة ضمن الاهتمام الخاص الذي يوليه (أوفيد) إلى ضحايا الحروب والنزاعات في العالم، ولا سيما ما يلاقيه اللاجئون والنازحون والمهجَّرون قسراً عن ديارهم من معاناة، وقد دأب - بالإضافة إلى مهمته الأصيلة المعنية بتعزيز التنمية المستدامة - على بذل الجهود وتقديم يد العون للتخفيف من آثار تلك الوقائع، والانتقال بالبلدان المتأثرة إلى مرحلة التعافي وإعادة البناء، ثم تحقيق أهدافها الإنمائية. وهو في مسعاه هذا ما فتئ يدرك أن معالجة الأسباب الجذرية للفقر والاضطراب الاجتماعي إنما هي بدورها ضامنٌ للتقليل من أسباب الصراع والحروب في حالات كثيرة.
ويموِّل برنامج (أوفيد) للمنح في الوقت الحاضر عشرات من العمليات الإغاثية والإنمائية في فلسطين وسوريا، بالإضافة إلى تمكين عدد من البلدان المضيفة للاجئين، كالأردن ولبنان، من تحمل الأعباء المتـزايدة على البنى التحتية والخدمات، ولا سيما الصحة والتعليم.