فهد بن جليد
الانسيابية الواضحة واختفاء الزحام المتعارف عليه في حج هذا العام جراء تردد حركة السير عند مداخل ومنافذ العاصمة المقدسة والمشاعر كان لافتاً هذا العام، وهو ما يعني من وجهة نظري -كمراقب- نجاحاً لخطط تنظيم دخول المركبات، خصوصاً مع وجود مسار خاص للحافلات والشاحنات، وضبط مسألة فرز الحجاج والتأكد من سلامة تصاريحهم بشكل إلكتروني.
الاحترافية والدقة في تنظيم وملاحظة ومتابعة سلامة المركبات التي تدخل المشاعر المقدسة، حتى لا تتعطل بالداخل وتعرقل حركة السير تتضح بقيام بعض رجال الأمن بتنبيه السائقين على سلامة إطارات سياراتهم، خصوصاً لطول وقت الانتظار والظروف الجوية الحارة، يعكس الدور الذي يلعبه رجال الأمن في تجويد نوعية الباصات والمركبات التي تقل الحجاج وسلمتها وصلاحيتها وملاءمتها للقيام بهذه المهمة، ولك أن تتخيل كيف ستبدو الصورة عند اكتمال مشروعات الحرمين الشريفين وتشغيل القطار, وقصر الاستعانة فقط بتلك الحافلات والمركبات الأحدث في عملية النقل والتردد، مما يعني أن رفع الجودة والكفاءة هاجس حاضر لدى منظمي الحج يرتفع ويزداد عاماً بعد آخر، للوصول للشكل النموذجي غير النهائي، الذي سيبقى يتطور بشكل طردي في خدماته عاماً بعد آخر.
هذا العام أعلنت هيئة تطوير مكة المكرمة عن تدشين أكثر من 22 مشروعاً خدمياً جديداً متطوراً سيتم الاستفادة منها هذا الموسم، إضافة لعشرات التطبيقات وبرامج الخدمات الجديدة والمتقدمة الأخرى التي يتم الكشف عنها على مدار الساعة من قبل مختلف الجهات الخدمية وذات العلاقة بالحج -لعل أحدثها- تدشين نظام الخصائص الحيوية المتنقل للتأكد من تصاريح الحجاج ميدانياً، مما يعني أن التطوير ورفع الكفاءة والتجوّيد عملية مستمرة ومتلاحقة، ويتم حسابها بالدقائق في عمر الزمن، دون النظر إلى تكاليفها المالية، فالهدف الأسمى دوماً خدمة ضيوف الرحمن وتذليل الصعوبات أمامهم، وتوفير سبل الراحة والأمان لهم بمختلف لغاتهم وثقافاتهم بشكل عملي يلمسه الحاج على أرض الواقع، وليس مجرد شعارات وكلمات يتم ترديدها.
مع كل موسم حج يطل علينا، كنا نتحدث عن الصورة في العصور السابقة، أمَّا اليوم فنحن نقارن بلغة الأرقام والمنجزات كل موسم بالموسم الذي سبقه مباشرة، في عملية علنية شفافة تراكمية متواصلة بين مواسم الحج المتلاحقة، تستعرضها المملكة وتقدمها بكل شرف أمام أعين وأنظار العالم.
وعلى دروب الخير نلتقي.