م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الركود الاقتصادي دورة اقتصادية لا بد أن تمر بها كل الاقتصادات مهما بلغت درجة نموها أو انتعاشها.. فهو دورة ككل دورات الحياة التي لا مفر منها.. في هذه الفترة يزيد الحذر لدى المستثمرين والتجار في التعامل مع أموالهم واستثماراتهم.. فيخفضون من نفقاتهم إما بإيقاف مشترياتهم ومشاريعهم أو بتأجيلها تحسباً لأي طارئ.. وهذا بدوره يحد من سرعة التنمية ويؤثر على بقية تروس ماكينة الاقتصاد فيتوقف بعضها وتخرج من السوق.. هذه الفترة تخيف السوق ويصاب العاملون فيها بالارتباك.. فمنهم من يدفن رأسه في الرمال ومنهم من يقلص نفقاته ويكمن حتى تمر الأزمة.. ومنهم من يرى في تلك المحنة منحة فيقتنصها.
2. أزمة الركود الاقتصادي حتماً ستمر كما مرت أزمات أخرى تبعها ازدهار.. وفي وقت الأزمات على الشخص أن يكون حذراً لا جباناً.. متريثاً لا مندفعاً.. حريصاً في إدارة موارده ونفقاته لا مفرطاً ولا شحيحاً.. نعم لا بد من تطبيق بعض الاستقطاعات من المصاريف لكن يجب ألا تكون على حساب الأساسيات.. فمعرفة المصاريف الزائدة من المصاريف الأساسية عنصر مهم للنجاح في أي عمل.
3. في وقت الركود والانكماش سيُفْقَد بعض العملاء وسيختزل بعضهم نفقاته المعتادة.. وهذا يدعو إلى البحث عن المزيد من العملاء لتعويض من فُقِد منهم وتعويض الأعمال التي تم اختزالها من العملاء القائمين.. وهنا فإنه من غير المنطقي أن يصبح التسويق في وقت الازدهار أكبر وأكثر من التسويق في وقت الكساد!.. فهذا سوف يفسح المجال للمنافسين الذين يزدادون شراسة أوقات الكساد أن يقتنصوا عملاءك ويخطفوا جزءاً مما تبقى من حصتك السوقية.
4. في أوقات الكساد لا تشتت ذهنك وأفكارك.. بل ركز على أداء خدمات أكبر وأفضل لعملائك تجعل من الصعب عليهم التخلي عنك والتوجه لغيرك.. وبالتالي تنجو من حرب الأسعار التي تستعر أوقات الكساد.
5. في أوقات الكساد أحذر من الإفراط في تقديم الخصومات أو المبالغة في العروض الخاصة.. واعلم أن «حروب الأسعار» هي اسم على مسمى.. فلا منتصر في الحرب مهما كانت النتائج.
6. في أوقات الكساد احرص على طمأنة فريق عملك.. فليس من المصلحة أن يعيشوا تحت مقصلة التهديد بفقدان عملهم.. بل عليك تحفيزهم للمزيد من العطاء حتى يتم تجاوز الأزمة.. وتذكر أن هناك أساسيات في الحياة لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان مهما كانت حدة الكساد.. واعلم أن جودة الإدارة لمؤسستك هي المفتاح لعبور المحنة وتجاوز الأزمة.