هاني سالم مسهور
يبدو أن «قناة الجزيرة» القطرية لم تجد سبيلاً لمواجهة ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة حول علاقة النظام القطري بالإرهاب وتمويله غير أن تمارس وصايتها على الكذب والبهتان وتزييف الحقائق، فمجدداً عادت «قناة الجزيرة» لتقدم فيلماً انتجته بعنوان (الوصاية) تدعي فيه أن التحالف العربي في اليمن تحول إلى قوة غزو واحتلال، فيلم نسجت خيوطه القناة القطرية من تقرير مولته الحكومة القطرية ذاتها في شهر يونيو 2017م عبر منظمة وهمية اسمها (منظمة سام) تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين الفرع اليمني، ومسجلة في شرق آسيا بعنوان لمطعم غير معروف.
للقصة بقية، هذا هو البرنامج الذي ظهر فيه توثيق برنامج (الوصاية) الذي يتحدث عن السجون السرية في حضرموت وعدن والذي ادعى تقرير منظمة سام وجودها وإدارتها من قبل قوة الحزام الأمني والنخبة الحضرمية وتشرف دولة الإمارات على إدارة تلك السجون، ليس بالجديد ما جاء في برنامج (الوصاية) من تزييف وبهتان ولكن ما لم تجرؤ «قناة الجزيرة» أن تتحدث عنه سنتحدث عنه ونتحداها أن تبثه لأنه يكشف كذبها وبهتانها.
أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي توجيهاته بتشكيل لجنة للتحقيق فيما أوردته (منظمة سام) وما أيدته منظمة هيومان رايتس واتش حول مزاعم السجون السرية، وقامت اللجنة بزيارة ميدانية لمطار الريان في المُكلا وكذلك مقر قيادة الحزام الأمني في عدن واطلعت على كافة الموقوفين في المواقع المذكورة وثبت لدى اللجنة تسجيل الموقوفين على ذمة قضايا إرهاب وقضايا جنائية، وأن توقيفهم بانتظار تفعيل دور النيابة العامة في المحافظات المحررة، وأن كل المواقع هي بيد قوات أمنية يمنية ليس لدول التحالف العربي شأن بها.
عقد اللواء فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية محافظ حضرموت في الثاني من يوليو 2017م مؤتمراً صحفياً في المُكلا كشف فيه القرارات الجمهورية التي تؤكد بالنص الحرفي أن قوات النخبة الحضرمية تم تشكيلها بقرار رئاسي شأنها شأن بقية التشكيلات العسكرية سواء كانت الحزام الأمني أو النخبة الشبوانية، وأن المهام الأساسية الموكلة إليها هي مكافحة الإرهاب وإسناد القوات الأمنية في المحافظات المحررة.
طبعاً لم تتطرق «قناة الجزيرة» إلى هذه الحيثيات لأنها تُسقط إدعاءات الجهات التي تقف خلف حملة الطعن في التحالف العربي وجهود مكافحة الإرهاب في اليمن، تتجاهل قطر وقناتها أن السعوديين والإماراتيين يقومون فعلياً بواحدة من أوسع عمليات مكافحة الإرهاب في العالم فمساحة العمليات الأمنية تجري في أكثر من 300 مترمربع انتشرت فيها العناصر الإرهابية على مدار عقود طويلة لعبت فيها قطر دور التمويل، بل وحتى التسليح في أجزاء معروفة من تاريخ الإرهاب في اليمن.
تستطيع «قناة الجزيرة» أن تستقطب المرتزقة من خلايا عزمي أمثال ياسين التميمي وياسر اليماني وتوكل كرمان وغيرهم ليطعنوا في جهود التحالف العربي في اليمن، وفي المقابل تبقى أمام حكومة قطر وقناتها حقيقة مئات الشهداء من أبناء السعودية والإمارات الذين امتزجت دماؤهم الطاهرة بتراب اليمن العربي، تبقى قطر عاجزة أن تظهر صورة حفيد الشيخ زايد آل نهيان الذي أصيب في معركة تطهير اليمن من الإرهاب الذي موله تنظيم الحمدين لزعزعة أمن واستقرار المنطقة كلها.
لن تتوقف «قناة الجزيرة» عن الكذب، بل أنها اعتمدت نفسها وصية على الكذب نفسه والبهتان وتزييف الحقائق ومخادعة الشعوب لتمرير أجندة الفوضى التي يقودها حمد بن خليفة في رغبة دفينة تحاول فيها قطر أن تتجاوز مساحتها المجهرية لتلعب أدواراً أكبر من حجمها الضئيل، وستبقى هذه العقلية المصابة بالجنون في غيها تنكر الحقائق لأنها خُلقت كاذبة وستبقى كاذبة.