محمد آل الشيخ
في تقديري أن والد أمير قطر، والحاكم الحقيقي لها، حمد بن خليفة، يُعاني من تورم الذات المرضي، أو كما يصفه البعض (جنون العظمة) الزائف، أو الحالة الطاووسية. والمصاب بهذا المرض نرجسي حتى النخاع، تكتنفه ثقة مفرطة وغير مبررة بالنفس، الأمر الذي يجعله يشعر أن بإمكانه أن يُطوّع الظروف وعوامل الجغرافيا المستحيلة لتصبح رهن بنانه، وطوع إشارته. وغالبا ما يصيب هذا المرض رؤساء وزعماء الدول، مثل «نيرون» إمبراطور روما الذي أحرقها وراح يعزف مقطوعات موسيقية وهو يرى اللهب يلتهمها، أو «هتلر» الذي يؤمن أن (العرق الآري) أرقى أعراق البشر، لذا يجب أن يحكم العالم، فجيّش الجيوش، وأشعل حروبا كلفت أوروبا أكثر من خمسين مليون إنسان.
وأشهر المصابين بهذا المرض من العرب كان «صدام حسين»، الذي لا ينتهي من حرب حتى يبدأ بأخرى، وكان لا يجرؤ أحد على مجرد ان يقول له لا. و»القذافي» الذي توج نفسه ملك ملوك أفريقيا وزعيم شعوبها، كما كان يصف نفسه، وبدد ثروات ليبيا على قضايا لا ناقة له فيها ولا جمل، اللهم إلا أنه كان يشعر شعورا عميقا، بأنه (الثائر الأخير)، الذي بعثه الله لدعم ومساندة الثوار في مشارق الأرض ومغاربها.
آخر المصابين بداء جنون العظمة هذا هو «حمد بن خليفة»، الذي تحلق حوله مجموعات من الانتهازيين الأفاكين، من جماعة الإخوان المتأسلمين، وعرب الشمال اليساريين، وأقنعوه أنه بمثابة (الثائر المنتظر)، الذي ولد زعيما، وكأن العالم العربي ينتظره على أحر من الجمر، ليشعل (الربيع العربي)، ويسقط الأنظمة، ويترك رياح التغيير الثورية تعصف بعروش العرب، لتسقطهم ويُعين من يريد في كل بلد عربي، وتكون الدوحة بمثابة دمشق الأمويين أو بغداد العباسيين.
وحمد هذا، إضافة إلى طاووسيته، غدار قذر، لا يعرف الوفاء، يتحالف معك اليوم، ثم ينقلب عليك غدا، وهو على قناعة لا يخالجها شك أن الربيع العربي لم يفشل، وأن حلمه سيتحقق؛ ومعروف عن المصابين بجنون العظمة العناد والمكابرة، لتحقيق أحلامه المجنونة، ينفق بسخاء من لا يخاف الفقر، ويكذب على نفسه، ويبرر لها، بأن الجميع يأتمرون به، وأن صراعه معهم معادلته صفرية، فإما أن يبقى وينتهون، أو ينتهي ويبقون.
وفي تقديري، أن أكثر من يمثل حمد بن خليفه تمثيلا يكاد أن يكون متطابقا، هو معمر القذافي، فهذا وذاك فعلا لا قولا وجهان لعملة واحدة. ومثلما تحلق حول القذافي كل اليساريين وشذاذ الآفاق، واغتنوا كثيرا من أعطياته، واستعدادهم لتنفيذ مؤامراته، فإن شبيهه حمد تحلق -أيضا- حوله الأخونج القتلة الافاكون، وكذلك يساريو عرب الشمال الذين تمتلئ بهم ردهات قناة الجزيرة سلاح حمد المفضل لتحقيق طموحاته، ويشاركونه في جلساته وأمسياته، فهم - كما يقولون - زوار دائمون للقصر الأميري في الدوحة، ويناقشونه في تفاصيل تفاصيل برامج القناة، فالشيخ «حمد بن ثامر» الذي يرأسها رسميا، لا قيمة له، ولا يعبأ به حتى الفراشون في القناة، لأنه رئيس صوري محض، لا يهش ولا ينش، هذا ما يتداوله أهل قطر في مجالسهم الخاصة.
والمحزن، خاصة لأهل قطر، أن كل المصابين بجنون العظمة من القادة، كما يقول التاريخ، مثل»نيرون و»هتلر» ومن العرب «صدام» و»القذافي» تكون نهايتهم كارثية لهم ولشعوبهم، لأن الزعيم الطاووسي يبقى يغالط، ولا يكترث بأحد، فهو يحتقر جميع من حوله، ويصر على مواقفه ومكابرته وعناده حتى يصل في نهاية المطاف إلى السقوط المدوي.
وختاما أقول: ما أشبه بارحة القذافي بليلة حمد، وستذكرون كلامي قريبا وقرييا جدا.
إلى اللقاء.