د. أحمد الفراج
هناك كائنات تعشق أدوار البطولة، وهي بطولات وهمية، لا تنطلي إلا على السذج، الذين يصفقون لكل صاحب صوت عال، أو ما يطلق عليه شعبياً مسمى «المهايطي»، ويتفق الباحثون على أن المهايطي كائن فارغ، ومتقلب المزاج، يستغل البسطاء والدهماء، ليلعب دور الحقوقي تارة، ودور المناضل تارة أخرى، وغني عن القول أن المهايطي يعشق التصفيق، وكلما زاد صوت التصفيق، زاد منسوب المهايط، وقد ارتفع عدد المهايطية بعد تدشين منصة التواصل الاجتماعي الأشهر، أي تويتر، فاعتقد النكرات أنهم نجوم، وبلغ الأمر ببعضهم أن سعى لشراء شهادات عليا وهمية، لزوم البرستيج، وهي شهادات بلغ سعرها في أحد الدكاكين، خمسة آلاف للماجستير، وتسعة للدكتوراه، ولا زالوا يزينون معرفاتهم بحرف الدال الرخيص!.
من أشهر المهايطية السعوديين في تويتر، ذلك الواعظ، الذي غرر به السذج، فاعتقد أنه كوميدي من طراز رفيع، إذ أصبح يتلذذ وينتشي، كلما قال له أتباعه: «اجلد يا شيخ»، ويقال إنه يمضي الساعات، يفكر في عبارة يجلد بها مغرد آخر. هذا، ولكن موهبته الكوميدية خانته مؤخراً، فلم يعد قادراً على جلد أحد، فأصبح باهتاً، بلا لون ولا طعم، أما المهايطي الآخر، فقد تخصص في الدفاع عن الحزبيين، وقد أكسبه ذلك شعبية فيما مضى، ثم انكشف أمره هو الآخر، بعد أن أصبح يدافع عن قضايا، يتفق المجتمع على شجبها، كما أن كشف سلوكه الشخصي غير المتزن، والذي لا يتناسب مع طرحه المحافظ، جعله مكشوفاً عارياً أمام الناس، ويقال إنه بصدد الإنخراط بدورة تدريبة عنوانها :» كيف تكسب شعبية في خمس دقائق»!.
أما المهايطي، الذي تخصص في شتم الإعلام الوطني، والإعلاميين الوطنيين، فهو قصة طريفة بذاتها، فبعد أن تم رفض ظهوره من خلال وسائل الإعلام الوطنية، نذر نفسه للتشنيع عليها، واتهامها بأنها متصهينة، وجدير بالذكر أن كل من يخالفه فهو متصهين، أما القنوات التلفزيونية التي تستضيفه وتغدق عليه، فهي قنوات إسلامية محافظة، حتى ولو زارها شمعون بيريز، فهو يقول إن بيريز زارها من باب الاعتراف بتفوق العدو!.. أما نجم نجوم فرقة المهايطية، فهو إعلامي لم يترك أيدولوجية فكرية إلا واعتنقها، فهو يتلون حسب المزاج العام للشارع، فحين كانت الموضة هي الجهاد، صار مجاهداً، وعندما انفتح المجتمع، بعد أحداث سبتمبر، صار ليبرالياً يشار له بالبنان، أما بعد التثوير الأوبا-إخواني، فقد انخرط في تنظيم الإخوان، وأصبح مناضلاً عنه، ثم طال به الدهر، ليصبح مناضلاً من المنافي، وهي ليست منافي للفقراء، مثل منفى جيفارا، بل منافي فنادق السبع نجوم، والبيوت الراقية، في عواصم الغرب، ولا زلنا نتابع نشاط المهايطية، وسنحكي لكم المزيد من قصصهم المليئة بالعجائب والطرائف.