د. عبدالله بن راشد السنيدي
الحمد لله المتفرد بالوجود الأبدي (كل شيء هالك إلى وجهه) والصلاة والسلام على سيد خلق الله الذي قال الله فيه عز وجل (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ * أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ).
فَقَدْت وأسرته الكريمة أخي وصديق عمري الشيخ عبدالله بن زيد بن عبدالله الهزاع المحقق في إدارة الحقوق المدنية سابقاً ثم في مصلحة السجون لاحقاً.
لقد تعرفت على هذا الرجل ونحن في بداية الدراسة الجامعية بكلية الشريعة أي منذ حوالي (40) عاماً، وبعد التخرج التحقت بالعمل في وزارة الخدمة المدنية أما هو فقد التحق بالعمل بإدارة الحقوق المدنية التابعة لشرطة منطقة الرياض ثم انتقل بعد ذلك لمصلحة السجون، ورغم ذلك استمرت الأخوة والصداقة بيننا وأنضم إلينا إخوة آخرون وكنا نجتمع في الأسبوع مرة أو مرتين كما كنا نسافر داخل وخارج المملكة، وكان نعم الرفيق في السفر.
وباعتبار أن الرجل انتقل إلى جوار ربه فحق له علي أن أبين ما يتميز به من صفات وخصال حميدة انطلاقاً من (أذكروا محاسن موتاكم). فلقد تبين لي والآخرين طيلة عشرتي معه أن هذا الرجل يتميز بخصال لا تتوفر في كثير من الناس وهي:
- أنه حسن المعشر والخلق، فهو يؤثر على نفسه ويحب دائماً خدمة رفاقه في الحضر والسفر ويقابل دائماً الخطأ بالعفو والصفح، ولم نره يوماً زعلاناً أو غاضباً من أحد.
- أنه لا يحب الغيبة أو النميمة فهو لا يغتاب أحداً ولا يتكلم في عرض أحد وإذا لاحظ أن أي من جلسائه سلك هذا النهج يحاول أن يصرفه عنه بأسلوب لبق.
- أنه لا يحب المظاهر والشكليات فهو إنسان بسيط وقنوع فأنا خدمت في وزارة الخدمة المدنية (40) عاماً لم أذكر أنه اتصل به حول أي شأن وظيفي يخصه أو غيره.
- وأخيراً وهو الأهم أن هذا الرجل منذ أن تعرفت عليه في بداية سن الشباب فهو محافظ على أداء الصلاة في وقتها سواءً في الحضر أو السفر فقد سافرنا لدول عربية ودول أجنبية ومع ذلك لم ألاحظ عليه أنه فرط في أي صلاة.
رحمك الله أخي وصديقي رحمة الأبرار وجزاك الله عن أسرتك ومحبيك خير الجزاء، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.