د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
في استشراف غير مسبوق لتأسيس منصات عليا للإعلام السعودي الحديث الذي يتساوق مع بلادنا العالية في المكان والمكانة؛ تطالعنا وزارة الثقافة والإعلام بفواصل مضيئة تنسج متانة الخطط التي صنعتها هذه الوزارة في حراكها الجديد لتشكل المفهوم الصحيح للإعلام الجديد أيضا، وكأني بالوزارة الآن تقدم نسخا منقحة في نفسٍ واحد تتلاقى بين العودة والوصول الجديد، فقد كثُر رواتها الأكفاء، وتشابكت منابر الإعلام تنشد صدق الكلمة، وجدارة الطرح، والاستحواذ على الخبر المحفز والاحتفاء به، ونشره وتطويره وترقية الخطاب الإعلامي، وتحقيق مسافات مضيئة للبث المعتدل، والصوت العاقل؛ حيث أن الإعلام بتعددية مصادره يظل مرادفا للحياة الإجتماعية المتحضرة؛ حين يبسط الحقيقة والصدق ودعم واقع الثقة بين البشر في كافة أصقاع المعمورة ونشر خطاب السلام والأمن.
ولا يمكن تحقيق الصورة الذهنية الحافزة إلا من خلال الخبر والصورة والخطاب الجلي الوافر الذي يحمل الفكر الإنساني والجهود والمنجزات فتصل إلى العدوة القصوى من العالم، وحازت وزارة الإعلام بعد استيقاظها اليقظ على امتياز جديد حينما أعلنت عن إِطلاق «مركز التواصل الدولي Cic» منطلقهُ العزم الأكيد على تفعيل سياسة الانفتاح على شعوب العالم، ورفع مستويات التواصل مع وسائط الإعلام العالمية. ودشنتْ الوزارة حساباً أنيقا للمركز على تويتر.
ولقد دخل الإعلام السعودي موسم الحج هذا العام 1438 بحمول قوية محمودة وافرة فأحاطت الوزارة بمتطلبات الموسم والمقدسات، فاعتمدت حشودا من الموظفين ذوي المعرفة والخبرة الإعلامية يحملون مهمة البث والنقل المباشر للعالم من خلال عدد كبير من القنوات التلفزيونية منها قناة باللغة الفارسية التي تم إطلاقها أخيرا، وعدد من المحطات الإذاعية ترصد بعيون وطنية واعية وجيب المشاعر المقدسة؛ وحفاوة المكان وأهله بضيوف الرحمن.. واحتفت وزارة الثقافة والإعلام منذ دخول أزمنة الحج بذلك المؤتمر السنوي الديني الكبير الذي تقوده شرفا بلادنا الغالية، فأطلقت حملة انبلجت لها كل العقول والقلوب وأصاخ لها العالم وهو وسم «السعودية ترحب بالعالم» وكان إطلاق الحملة ضمن ما خططت له وزارة الإعلام في التغطية الإعلامية التي تقوم بها لاستقبال ضيوف الرحمن، ولمعت هذه العبارة الباذخة في عشرين لغة في بِلَاد العالم، ورسمت صور النقل التلفزيوني والبث الإذاعي والنشر في منصات الإعلام المختلفة الجهود الجبارة لبلادنا في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتيسير أداء مناسكهم وذلكم رصيد وشرف نباهي به الأمم «وأما الزبد فيذهب جفاء».ولقد حظيت كل الخطوات الإعلامية الحافزة التي اتخذتها وزارة الإعلام بالإشادة محليا وعالميا.
كما أن تلك المنصات سوف تحظى بإذن الله بالسقيا والتطوير لتواكب تطلعات بلادنا الطموحة وتتواشج مع رؤيتنا الحافزة 2030 وتحمل تلك المنصات للعالِم إشراقات بلادنا ومسيرتها التنموية وكل حراكها الحضاري القافز للإمام. فشكراً لوزارة الثقافة والإعلام ذلك النبض الوطني الفوار..
بوح لمكة وضيوف الرحمن من الشاعر سعيد عقل:
غنيتُ مكة أهلها الصيدا
والعيدُ يملأ أضلعي عيدا
فرحوا فلألأ تحت كل سما
بيت على بيت الهدى زيدا
من راكع ويداه آنستاه
أن ليس يبقى الباب موصودا
أنا أينما صلى الأنام رأت
عيني السماء تفتحت جودا
وأعز رب الناس كلهم
بيضا فلا فرقت أو سودا