سعد الدوسري
فقط المنصفين، هم من يدركون ما معنى أن تستضيف المملكة موسماً مثل موسم الحج، وما حجم الجهود التي تبذلها كل مؤسساتها في خدمة الحجيج. دون هذا الإنصاف، سيكون من السهل جداً إصدار الأحكام، خاصة من شخص يتناول قهوته في مقهى أوروبي، تحت زخات من المطر المنعش!
لا أظن أن ثمة مواطناً سعودياً لا يشعر بالفخر، وهو يرى على بقعة محدودة من أرض بلاده مليوني مسلم، أتوا من كل دول العالم، ليؤدوا فريضتهم. يراهم وهم ينعمون بالأمن والأمان، ويتنقلون من مشعر إلى مشعر بكل يسر وسهولة، ويحصلون على كل الخدمات التي يحتاجونها ويأملونها، دون أن يتكبدوا أي عناء، في مشهدية ساحرة، لا يمكن أن تراها إلا في موسم الحج.
إن من الغريب أن يشيد الإعلام الغربي بقدرات المملكة في تنظيم وإدارة هذه الحشود المليونية، في حين يشكك إعلام عربي ومسلم بتلك القدرات، أو يحاول أن يثير القضايا التي قد تنغص روحانية هذا الموسم. مثل هذا الإعلام، أخذ على عاتقه هذه المهمة، لأهداف لا علاقة لها بالدين ولا بالمتدينين، إنما بإثارة الرأي العام العالمي، ضد المملكة وسياساتها ومواقفها. وهذا الأمر يتكرر كل عام، ربما بوجوه مختلفة، ولكن بنفس الغاية. وفي النهاية، يكتب الله النجاح للحج، ويعود الحجاج لبلدانهم، وفي ذاكرتهم تجربة فريدة، لن ينسوها ما حيوا.