د. ناهد باشطح
فاصلة:
((في البحر الهادئ يصبح الجميع ملاحين))
-حكمة لاتينية-
أن تعمل مذيعا في قناة تلفزيونية فهذا لا يعني انك كائن مختلف عن البشر، ولا يعني ان ادراكك وفهمك يفوق من حولك، الأمر ببساطة يعني انك تمتلك أدوات معينة تمارس بها مهنتك أو وظيفتك أمام كاميرا لا تكذب وضيوف يستطيعون تشكيل الصورة الذهنية عنك.
خلال طريقي في الصحافة قابلت الصحافيين المتعاونين ووجدت لديهم مشكلات عدة مثل تنازلهم عن التقدير المادي لعملهم واهتمامهم بالكم عوضا عن الكيف، لكن يبدو ان الذين يعملون متعاونين في مجال الاعلام المرئي لديهم مشكلات أكبر متعلقة بطبيعة العمل حيث يتضخم لديهم «الايجو» ويصدقون كذبة انهم مذيعون مبدعون بالفطرة.
لا زلت اذكر عند أول ظهور لي كضيفة عام 2001 في برنامج «خليك بالبيت» كيف أصبح معدو البرامج يتصلون بي لاظهر في برامجهم فقط لاني امرأة سعودية!!
ورغم مرور أكثر من عقد ونصف على هذه الحالة من التهافت على حضور المرأة السعودية في الإعلام المرئي إلا أن بعض القنوات الفضائية ما زالت تصدّر للمهنة مذيعات لا يعرفن ابجديات العمل المهني فقط لانهن سعوديات!!
هذه القناعة التي قد يضطر إليها المنتج لارضاء القنوات الفضائية السعودية تنتج محتوى سطحيا في الإعلام، وتكاثر كائنات معوّقة فكريا تصدق وهم انها احترفت المهنة بينما هي لا تفهم ابجديات مهنة الإعلام.
لكي تكون مذيعا ناجحا عليك ان تعرف ميثاق شرف مهنتك ، عليك ان تحترم ضيفك الذي امامك وتعرف عنه من خلال البحث ما لم يعرفه هو عن نفسه.
لكي تكون مذيعا ناجحا لا تعتمد على ما ينتج المعدّون من معلومات وأفكار فانت الذي تقف امام الكاميرا وليس هم.
القضية ليست ان تكون مذيعا مشهورا فالشهرة ليست صعبة التحقيق إنما القضية ان تكون مذيعا ناجحا وهناك فرق بين الحالتين لا يعيه أولئك الذين استسلموا لتضخم الانا وظنوا انهم في كل حوار مع الضيوف يبرزونهم وهو الخطأ الفادح الذي يقع فيه المحاور اذا لم يكن تلميذا مجتهدا يذاكر قبل ان يدخل اختبار الحلقة.