د.زيد محمد الرماني
إنَّ الافتراش مشكلة متعددة الرؤوس أشبه بالحلقة المفرغة (الحلزونية)، الجميع يشترك فيها، كلٌ بحسبه وإن تفاوتت حِدّة وأثر كل جانب. ومن هنا يمكن القول إنَّ التنظيمات الإدارية وخاصة لحملات الحج في حاجة ماسة إلى فعالية وكفاءة وسيطرة فائقة لتكون أكثر إتقاناً ومرونة.
كما أنَّ الجانب السلوكي لدى بعض الحجاج عامل مؤثر بشكل كبير في ظاهرة الافتراش، إذ يعم الجهل ويغلب، وخاصة عند كبار السن والنساء مع قلة الوعي بضرر وأثر هذه الظاهرة عليهم سلباً بالدرجة الأولى. كذلك الدعاة في حاجة إلى تكثيف تواجدهم وطرق توعيتهم وأساليب توجيههم ووسائل التحذير من خطر وضرر هذه الظاهرة على الجميع.
ولاشك أنَّ الجانب الأبرز لهذه الظاهرة يتمثل في العنصر الاقتصادي المادي؛ إذ قلة ذات اليد تجعل من المتعذر على كثير من الحجاج السكن والعيش في أماكن مناسبة، مما يضطر أغلبهم لافتراش الشوارع والطرقات والجسور.
إنَّ هناك خطوات وإجراءات مهمة يمكنها الحدّ من ظاهرة الافتراش وتقليل أضرارهم، ومن ذلك:
أولاً: تفعيل دور وواجبات الأمن الجنائي، إذ إنَّ من مهامه الأساسية تسيير دوريات تحرّ لضبط النشالين وتكوين فرق ميدانية معينة بإزالة المباسط التجارية التي تعيق سير الحجاج وكذلك منع الافتراش.
ثانياً: تجهيز طرق المشاة وخاصة الرئيسية منها، وذلك بإزالة كافة المعوقات وإقامة مناطق مراقبة عليها لمتابعة سير المشاة وكثافتهم وأماكن توجههم وتحديد الأماكن التي يتوقع فيها كثافة تتجاوز سعة الشوارع.
ثالثاً: التنسيق بين الأجهزة الأمنية مع وزارة الحج لفتح مخارج الطوارئ عند ازدياد كثافة الحجاج في الشوارع.
رابعاً: قيام قوة تنظيم المشاة بمنع الافتراش بمساندة من المسؤولين في الإمارة والأمانة للمدينة داخلها وخارجها وشوارعها.
خامساً: نشر فرق ميدانية لإزالة المباسط العشوائية والباعة المتجولين من المتخلفين والتنسيق مع أمانة مكة المكرمة لتحديد أماكن بيع المواد الغذائية في أماكن بعيدة عن حركة الحجاج لتقليل الحشود والتجمعات.