سليمان الجعيلان
لا يمكن اعتبار ما حدث لمهاجم وهداف منتخبنا الحالي محمد السهلاوي في مباراة منتخبنا السعودي أمام المنتخب الإماراتي من تعامل بسلبية وتصرف دون مسؤولية مع الفرص العديدة والمحققة والتي تهيأت له من زملائه يحيى الشهري وسلمان الفرج هو عدم توفيق لمهاجم في مباراة، ولا نستطيع أن نصفه بأنها مرحلة عابرة لانخفاض مستوى لاعب بل هو امتداد لضعف أدائه وتواضع عطائه وتراجع مردوده التهديفي مع المنتخب وناديه منذ عدة سنوات دفعها ثمنها غالياً المنتخب السعودي في تلك المباراة، ومن الظلم والإجحاف أن يضيع معها حلم الجمهور السعودي في وصول منتخبنا الوطني لمونديال روسيا خاصة أننا كنا قريبين جداً من تحقيق الهدف ولكن فرطنا فيه بأيدينا بمجاملة في غير محلها وسيئة في توقيتها!!.. فبكل وضوح وبكل تجرد مجاملة محمد السهلاوي ليكون هو المهاجم الأساسي لمنتخبنا طوال مباريات التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات مونديال روسيا 2018 وليس في سجله التهديفي في هذه التصفيات سوى هدفين فقط لم تكن أهدافا حاسمة هي الحقيقة التي يحاول البعض طمسها والقفز عليها وتحاشي الحديث عنها، ولا سيما أن مشكلة وعلة المنتخب واضحة ومكشوفة للجميع منذ البداية وهي ضعف استغلال فرص التسجيل لمنتخبنا في المباريات السابقة إلا من اجتهادات شخصية من بعض لاعبي الوسط في المنتخب والتي لم يجد لها مدرب المنتخب السعودي السيد مارفيك حلولاً فنية أو تكتيكية، بل استمر في مجاملة محمد السهلاوي وواصل فرضه على تشكيلة المنتخب الأساسية!!..
الآن وبعد أن تجدد الأمل لمنتخبنا السعودي وعادت الفرصة من جديد عقب خسارة استراليا من أمام اليابان وتقدم منتخبنا للمركز الثاني في الترتيب بفارق الأهداف على المنتخب الاسترالي، بات الجهاز الفني للمنتخب السعودي بقيادة السيد مارفيك على المحك لاستغلال هذه الفرصة الذهبية والأخيرة، وذلك بأن يغيِّر من قناعاته المتعلقة بإشراك بعض الأسماء دون النظر إلى مستوياتهم ومعدل تهديفهم، بحجة الاستقرار والانسجام لأن من العبث التدريبي والكروي أن يكون مصير حلم الوسط الرياضي والجمهور السعودي بالوصول لمونديال روسيا 2018 متعلقاً بلاعب ومهاجم إمكانياته وقدراته الفنية محدودة وأرقامه التهديفية الدولية متواضعة، ما عدا أهدافه الخمسة على منتخب تيمور الشرقية، خاصة وان التاريخ سجل ودون أن محمد السهلاوي لم يسبق في تاريخه الرياضي أن حقق انجازاً مع المنتخب السعودي أو نال جائزة هداف الدوري، أو انتزع لقباً شخصياً سوى لقب جلاد تيمور الشرقية !!..
عموماً كتبت وحذرت لاعبي منتخبنا في مقال الأسبوع الماضي بضرورة أن يكونوا على قدر المسؤولية في مباراتنا أمام منتخب الإمارات الحساسة والمصيرية في مسيرة المنتخب نحو الوصول لنهائيات كأس العالم، حتى لا ندخل في حسابات المراكز المعقدة وحساسية مباريات الملحق المتعبة وبما أننا بالفعل قد دخلنا الآن في هذه الحسابات المعقدة ووقعنا بفخ احتمالية لعب مباريات الملحق الصعبة بسبب سلبية محمد السهلاوي في التعامل مع الفرص المحققة، فإنني أطالب اليوم وبشدة من رئيس الاتحاد السعودي المهندس عادل عزت بأن يجلس مع المدرب مارفيك لمصارحته ومكاشفته بأن مجاملاته لبعض اللاعبين كانت سبباً مباشراً في قتل الطموح والروح والقتالية عند اللاعبين، بسبب ضمان الخانة والمشاركة في التشكيلة الأساسية خاصة انه لم يتبقَ أمامنا إلا مباراة أمام منتخب اليابان يفترض أن تكون لمنتخبنا مباراة نكون أو لا نكون، لبلوغ حلم مشروع ينتظره بفارغ الصبر جميع السعوديين، ومن الخطاء القضاء عليه من أجل مشاعر وأحاسيس محمد السهلاوي الذي بعد إخفاقه وتسببه في خسارتنا أمام منتخب الإمارات أصبح بقدرة قادر مطلوباً من الوسط الرياضي والجمهور السعودي عدم القسوة على لاعبي المنتخب السعودي حتى لا نجرح مشاعرهم ونؤثر على نفسياتهم ونحملهم فوق طاقاتهم!!.
بكل تجرد
كل موسم حج وكل عيد أضحى ووطننا وولاة أمرنا ورجال أمننا بألف خير ونصر وتمكين.. أعادهما الله تعالى علينا وعلى المسلمين باليمن والأمن والأمان والإيمان وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.