سعد بن عبدالقادر القويعي
تصدر هاشتاج « # مبروك_نجاح_الحج « قائمة الأكثر تداولاً بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد إعلان السلطات السعودية اختتام موسم الحج في المؤتمر الصحفي الختامي لموسم الحج لهذا العام، والذي عُقد في مكة ؛ لتنهال التهاني على المملكة بمستوى التنظيم الذي أدار أداء أكثر من مليوني حاج مناسكهم، دون حوادث تذكر، رغم تكاليفه - الأمنية والاقتصادية والنفسية الكبيرة، وفي ظل تعدد ثقافات الحجاج، واختلاف لغاتهم، وأعمارهم.
في تناغم رائع بين كافة قطاعات الدولة، تبهر السعودية - كعادتها في كل سنة - العالم بإدارة الحشود، حيث يشهد العالم - بشكل سنوي - الأداء العالي في إدارة ملايين البشر في الحرمين الشريفين - على مدار العام -، وفي مواسم العمرة، وشهر رمضان، وفي المشاعر المقدسة - خلال موسم الحج - ؛ ولتثبت أنها صاحبة التجربة الرائدة في هذا المجال، وهو ما أكدته تقارير دولية على علو كعب الاحتياطات - الأمنية والإدارية - بالمملكة في إدارة الحشود البشرية، وقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية في أكتوبر عام 2012 عن الخبير البريطاني المتخصص في إدارة الحشود البشرية الكوماندار في «اسكوتلانديار» مقدوم تشيسي، قوله: «السعودية تستحق الميدالية الذهبية في إدارة وتنظيم الحشود، وتوجيه الكتل البشرية»، مشيراً إلى علو كعب الاحتياطات الأمنية في السعودية، عندما يأتي قرابة خمسة ملايين حاج في وقت واحد، ومن مشارب عدة، وثقافات متعددة.. هنا يكمن الفارق».
أتت هذه النجاحات المتكررة نتيجة للتراكم العملي، والممارسة الفعلية على مدى عقود من الزمن؛ فنطقت بالمضمون دون مبالغة، وهو ما جعل المملكة تكون صاحبة التجربة الرائدة في هذا المجال، إذ تقول خبيرة الأمم المتحدة - الدكتورة - سلا يانويا : «لا توجد دولة في العالم تنظم الحشود البشرية، وتديرها بنجاح، كما تفعل السعودية أثناء الحج ، فكثير من دول العالم استنسخت التجربة السعودية الناجحة، ومنها: جنوب إفريقيا - خلال تنظيم كأس العالم 2010م»، فكان هذا النجاح ردا قاسيا على كل الذين شككوا بقدرة الدولة السعودية على إدارة الحج، والذي يعتبر فشلاً لقوى الشر في مساعيها التي كانت تهدف إلى تسييس الحج ؛ لتحقيق مقاصد تخصها.
إن تكرار النجاحات أكبر برهان على دقة الحرفية، ومهارة العمل التي توصل إليها القائمون على إدارة الحشود، - وبالتالي - فإن الشكر موصول لكل الذين وضعوا أرواحهم في مهب الريح ؛ خدمةً لضيوف الرحمن، فهم القيمة الوطنية المضافة ممن عملوا على توفير الراحة، والطمأنينة لزوار بيت الله الحرام، والمسجد النبوي الشريف، والذي مكنهم -بعد الله- لأداء فريضتهم، وصلواتهم في أجواء من الهدوء، والأمن، والاستقرار.