سعد الدوسري
ما يميز الجهود الإعلامية التي تبذلها المؤسسات الرسمية أثناء موسم الحج، أنها لا تحمل شعارات سياسية. وربما هذا هو ما يثير غضب المتربصين بالمملكة. هؤلاء يتمنون أن تستغل النخب الإعلامية هذا الموسم الديني، للترويج لخطابها السياسي أو للدفاع عن قضاياها السياسية. هذا لا يحدث، ولم يسبق له أن حدث، على الرغم من الضجيج الذي اعتادت بعض الكتل السياسية أن تفتعله ضد المملكة في كل موسم حج.
إن الوفود الإعلامية التي تأتي لتغطية فعاليات الحج كل عام، تنقل من كل مشعر من المشاعر، كافة ما يحدث على الأرض. لا أحد يفرض على أحد ما يقوله أو ما لا يقوله. دائماً، تكون أحاديث الحجيج مفعمة بالفرح، لأنهم أدوا الفريضة في جو روحاني مريح، لا تنغصه السياسة أو الشعارات السياسية، كما يحدث في الفعاليات التي تتجمع فيها حشودٌ قد لا يصل تعدادها إلى جزء من تعداد الحجيج. ولأن الأمر كذلك، فإن الصورة حتماً ستتحدث عن نفسها، وستكون تغطية انطباعات ضيوف الرحمن، هو أفضل رسالة للعالم أجمع، بأن ما يبذل من جهود جبارة على الأرض، هي التزام حقيقي للمملكة في أداء واجبها الذي شرفها الله به، وأن أداء هذا الواجب يتطور عاماً بعد عام، وأن الكلفة تتعاظم تدريجياً، لإنجاز المزيد من المشاريع الخدمية التي تصب في خدمة الحجاج.