د. أحمد الفراج
قل لي من يناصرك، أقل لك من أنت، وهذا هو حال حكام قطر، الذين بلغ بهم اليأس درجة الاستعانة بأي أحد، لترويج الإشاعات والأكاذيب، وفبركة التصريحات، فصاحب القضية الخاسرة، مثل نظام الحمدين في قطر، لا يمكن أن يرعوي عن ارتكاب أي خطيئة، فهو مثل القط، الذي يتم حجره في زاوية، ولو أرادت شركة متخصصة أن تجمع كل شذاذ الآفاق، لما تمكنت أن تنافس نظام الحمدين في ذلك، فمن فلول القومجية في أوروبا، إلى أتباع تنظيمات الإسلام السياسي، ومن بقايا الايدولوجيات البائدة، إلى المتطرفين، وهذه الخلطة لا يمكن أن تجتمع إلا في الدوحة، التي ارتكبت من الخطايا ما لا يمكن أن يرتكبه أي نظام سياسي، هذا إذا صح إطلاق مسمى نظام سياسي، فالمسمى الحقيقي له هو «جهاز الاستخبارات الدولي!.
ولأن نظام الحمدين يستخدم المال للاستقطاب، فقد استطاع تجنيد كل هواتف العملة، ويعد عبدالباري عطوان رمزاً لهؤلاء، فقد ناصر صدام حسين، ثم ناصر القذافي، وبعد أن سقط الاثنان، صار بوقًا لملالي طهران، رغم أن إيدولوجية إيران تختلف جذريًا عن إيدولوجية صدام والقذافي، ولدى هذا الكائن مرض مزمن، اسمه «كره الخليج»، وهو مرض ينتقل بالعدوى، وقد أصيب به عطوان، منذ انتشار هذا الفيروس، خلال ستينات القرن الماضي، إذ يستمتع بشتم الخليج وأهله، أما إذا وجد محاورًا يشجعه على ذلك، فتنتفخ أوداجه، ويرفع صوته، ويصرخ مزمجرًا، حتى لتخاله يقود جيشًا عرمرمًا، لتحرير مسقط رأسه فلسطين، وغني عن القول إنه يتقلب بالدمقس وبالحرير في عاصمة الضباب، منذ سنوات طويلة جدًا.
نظام الحمدين جنّد كل هؤلاء، ولأنهم بلا مبادئ ولا أخلاق، فقد بالغوا في كيل الإساءات، والكذب، والتزوير، لدرجة أفقدتهم كل مصداقية باقية، فالمتلقي يحتاج إلى حديث مقنع، وتبريرات منطقية، لا إلى صراخ مدفوع الثمن، ومن المؤسف أن بعض الأسماء المرموقة في الإعلام الغربي سقطت في براثن الريال القطري، حتى أصبحنا لا نفرق بين أحمد سعيد وديفيد هيريست، والضحية في كل ذلك هو الشعب القطري الشقيق، صاحب التاريخ والأخلاق والكرم، فنظام الحمدين همش معظم هذا الشعب، ورفع من شأن شذاذ الآفاق، حتى أصبح القطريون غرباء في بلدهم، ومن يتابع قناة الجزيرة الاستخباراتية، يلحظ غياب عنصر أبناء الوطن، كما يلحظ المتابع أن ضيوف هذه القناة هم من الذين لا ينتمون لقطر، بل أعضاء تنظيمات ايدولوجية، لا وطن لها، وأهمها تنظيم الإخوان، وإننا والحالة هذه، نتمنى أن ينعم الشعب القطري بخيرات وطنه، التي حرمه منها نظام الحمدين، ولعل قرار مقاطعة قطر هو الخطوة الأولى في هذا السبيل.