سلطان المهوس
قبل أيام قبضت الشرطة في لندن على المهاجم الشهير «واين روني» لاعب ايفرتون حالياً، ووجهت له تهمة القيادة تحت تأثير الخمر حيث كان يقود سيارته «مخموراً»، وسيمثل أمام المحكمة في وقت لاحق لإيقاع العقوبة عليه!!
وقبل أيام قطع أحد لاعبي المنتخب السعودي البروتوكول العالمي أثناء عزف النشيد الإماراتي قبل لقاء السعودية والإمارات الفائت وأخذ يلوِّح لأحد «ما» بالمدرجات وسط ضحكات متبادلة وربما متفق عليها!!
لا أحد يستطيع لوم نادي ايفرتون على ما اقترفه «روني» حيث لم يكن أمامه إلا خصم راتب أسبوعين « 320» ألف جنيه إسترليني، لأن عمر اللاعب وخبرته وفهمه لطبيعة احترافيته الكروية كافية ليكون شعاره الانضباط وإلا لتحول «ايفرتون» لمدرسة ابتدائية!!
ولا احد يستطيع لوم اتحاد «عزت» أو « مارفيك» على تصرف اللاعب الرومانسي الذي وجد نفسه يلعب بالملايين فغاب كل «حياء» داخله، وأقصى ما يمكن أن يفعله الاثنان هو معاقبته وفق لائحة فالزمن ليس هو الزمن..
في السابق كانت عقوبات اللاعبين تهز مستقبلهم مهما كانت أسماؤهم واليوم ومع نظم الاحتراف وانقلاب مفهوم « المنتخب أولاً» واعتلاء سلطة الأندية أصبح اللاعبون يعيشون «بحبوحة» التحرك « دون قيود وما على اتحاد الكرة إلا مسايرة الواقع وكذلك الإيمان بإمكانات اللاعب السعودي الحالي التي لا تتخطى حول التهليل لتقديمه مستوى متميز أمام استراليا أو اليابان رغم أنه ينهزم!!
تعالوا لبداية التصفيات الأولية..
لعبنا أمام منتخب فلسطين بالدمام بقيادة البدين وكنا نتقدم بهدفين لهدف حتى آخر دقيقة..
كانت الكرة بيد الحارس «شراحيلي» أخذ وقته.. واقعياً كان يفترض أن يصوبها لأبعد نقطة لكنه اختار أن يناولها للمدافع عمر هوساوي.. واقعياً يفترض أن يصوبها للأمام.. أدار ظهره وأرجعها لشراحيلي.. واقعياً يفترض أن يسددها لأي مكان بعيداً عن المرمى ولا سيما أن مهاجم فلسطين ركض ليحاصره.. اختار شراحيلي المراوغة ففشل ليسجل فلسطين هدف التعادل!!
طبعاً أنتم تعرفون أن السهلاوي أنقذنا بتسجيله الهدف الثالث بالثواني الأخيرة!!
هؤلاء هم زبدة لاعبينا وعلينا أن نتكيف مع مستوياتهم وواقعهم وألا نطلب المستحيل!!
ماذا يفعل اتحاد «عزت» و»مارفيك» مع هؤلاء؟
ماذا يفعل «ايفرتون» وغيره مع روني وأمثاله؟؟
كثيرون يخذلون اتحاداتهم ومدربيهم لكننا لا نرى سوى المدرب ورئيس الاتحاد أو المشرف على المنتخب!!
علينا أن نؤمن أننا نعيش - حالياً - مع عقليات لا يمكن أن نتنبأ بما تفعل وهي مخرجات أندية تعيش على «تدليع» لاعبيها والأخطر الخنوع أمام كوارثهم!!
الهولندي مارفيك أخطأ بعدم لعب أي مباراة ودية قبل لقاء الامارات واخطأ باعتقاده أن الأبيض سيكون لقمة سهلة فوقع بحفرة مستشاريه الأغبياء وأوقعنا معه وخسرنا ولم يخسر سوى أنه سيضطر للبقاء بالسعودية أسبوعاً لملاقاة اليابان خلافاً للمعتاد، حيث إنه يطير لكوخه بهولندا تاركاً مستشاريه لأجواء «طباخ التمر»..!!
بين انتقاد مارفيك أمام الإمارات وشمولية انتقاد وضع لاعبينا أو ما يسمون النجوم «تحديداً» يبدو أن المستقبل لا يحمل مشروع اطمئنان حقيقي لمسيرة منتخبنا، وعلينا أن لا نحمل اتحاد «عزت» أكثر مما يحتمل فهو بين نيران التوقيت والأوضاع والظروف!!
نحن الذين صفقنا للأخضر واللاعبين طوال التصفيات سنظل نصفق، فاللاعبون هم قدرنا ولن نتخلى عنهم ولا عن قشة «أمل» لنا ولهم وعليهم أن يدركوا أننا لسنا مغفلين لدرجة الصمت عن واقعهم فهم من يتحملون الجزء الأكبر للفوز والخسارة، فالمدرب لا يركض معهم ولا يستطيع التحكم «بمراهقتهم» وإلا كيف وصل بهولندا لنهائي كأس العالم بجنوب إفريقيا رغم تحفظي على تدريبه للأخضر بنظام «القطعة» لكنها الظروف!!
لم نفقد أي أمل حتى الآن ومن يستطع إيقاظ لاعبينا من نومهم سنكون مدينين له ولن ننسى له ذلك رغم صعوبة مهمته ولكن..!!
الأخضر أولاً..
قبل الطبع:
كل عام وانتم بخير وسعادة لا تنتهي.