رقية سليمان الهويريني
شكا مواطن من تصرف أحد المواطنين الذي تقدم بشكوى ضده من خلال تطبيق «كلنا أمن» مما تسبب بإيقاع غرامة عليه! ويذكر أن السبب لا يتعدى وقوفه خلف سيارة متوقفة ودخوله لأحد المتاجر وغيابه ونسيانه تماماً أمر الوقوف! وأثناء التسوق وصلته رسالة بالمخالفة! ويلوم الشخص المبلّغ ويصفه بالاستعجال وقساوة القلب لتسببه بتكبد غرامة وهو محدود الدخل، وكان ينبغي عليه الصبر ومراعاة حالته الاقتصادية!
وقد تفاعل مع المشتكي كثير من الحضور ووصفوا المتضرر بالأناني والخسيس وأنه لا يشعر بالفقراء، وتأسفوا على حال المواطنين الذين صاروا يأكلون بعضهم بعضاً! كما انتقدوا النظام المروري الذي لا يرحم المحتاجين!
والحق أن هذا المنطق العجيب وتبرير المخالفة دون النظر لما ترتب عليها من تعطيل للمتضرر الذي قد يكون مستعجلاً أو معه مريض أو لديه حالة طارئة، وبعيداً عن ذلك؛ فطالما توقف بأمن فمن حقه أن يغادر بهدوء ودون توتر! فضلاً أن ذلك محظور قانوني ومخالفة للشرع الذي يحرم الإضرار بالبشر وتعطيل مصالحهم!
وهذا المخالف المستهتر لو لم يجد تبريراً اجتماعياً لما تاجر بعوزه وفقره، ولما مارس الاستخفاف بحقوق الناس وتعطيل مصالحهم. ولولا قوة القانون وحزم النظام وتعهده بحفظ حقوق الناس لتعدى كل واحد على الآخر! والقانون لم يوجد إلا لهذا السبب، ولعل المخالف يتعلم من خطئه ماهية ثقافة القيادة واحترام الآخرين، وكان حرياً بهذا المخالف الفقير أن يكون ذا خلق ويراعي الآخرين ولا يقف بسيارته خلف سيارة أخرى فيمنعها من الانصراف أو العبور!
إن الحضارة ليست بالملبس والهيئة وأسلوب الحديث والتنظير ولكنها تعني احترام حقوق الناس، وإدراك إنه ليس من حق أحد أيا كان - فقيراً أو معاقاً أو مسناً - أن يغلق بسيارته مسار سيارتك ويستقطع من وقتك بحجة أنه لم يجد موقفاً مناسباً أو قريباً لوجهته!