سعد الدوسري
منذ بداية «عاصفة الحزم»، فجر يوم الخميس 6 جمادى الآخرة 1436، مرَّتْ في المملكة ثلاثةُ مواسم حج، كانت بفضل الله من أنجح المواسم، فلقد ضرب عدد الحجاج هذا العام، رقمًا قياسيًا، على الرغم من أن المملكة تعيش حربين؛ حربًا عسكرية في الجنوب، وحربًا إعلامية في الشرق، لكنهما لم تؤثرا على التزام المملكة بتوفير كل وسائل الأمن والأمان والراحة والرفاهية لضيوف الرحمن، القادمين من كافة ثقافات وحضارات العالم.
حج هذا العام، كان حربًا ثالثة، وانتصارنا فيه كان انتصارًا ثالثًا. وفي كل هذه الانتصارات، نجد الجندي السعودي حاضرًا بكل ثقة وتأهيل وشجاعة؛
نجده كعسكري في الحد الجنوبي،
نجده كمهندس طرق أو كطبيبة أو كمشرفة إسكان في المشاعر المقدسة، نجده كصحفي أو ككاتبة في وسائل الإعلام الجديد،
هؤلاء هم أبطالنا في جبهات تلك الحروب، هؤلاء هم سر انتصاراتنا. نحن نعتمد، بعد الله، على أولئك الرجال والنساء الذين يؤمنون بأن هذا الوطن لهم أولاً وأخيرًا. ولذلك، فإنك لن تستغرب حجم العلاقة العاطفية بين المواطنين والمواطنات، بكل فئاتهم، وبين جنودنا على الحد الجنوبي. كما لن تستغرب فخرهم برجال الأمن والصحة والإرشاد في موسم الحج. ونفس الأمر تراه في الدفاع عن المملكة بالكلمة والصورة، طيلة الحملات الإعلامية ضدها. وهذا يؤكد أن كل المواطنين، شركاء في صنع انتصار بلادهم على كل جبهات الحروب التي تخوضها.