د. ناهد باشطح
فاصلة:
((من سار راكبًا حصان سواه لا يستطيع ركوب الحصان ساعة يشاء))
-حكمة إسبانية-
عندما نكبر نُدرك معنى التجارب والخبرات ونُدرك الفرق بين صغائر الأمور وكبائرها، لا يمكن لغير صاحب التجربة أن يتحدث عنها خصوصًا أولئك الذين يمنحهم الله القدرة على التفكر في التجارب وفهم دقائق حدوثها، والرسالة التي تتضمنها التجربة.
الممثل الأمريكي «ريتشارد جير» جرب أن يكون متشردًا ليوم واحد بعدها أحس بمعنى إهمال المارة ونظرات احتقارهم له، لم يحظ الممثل إلا ببعض الطعام من امرأة واحدة. ولذلك قرر الممثل بعد هذه التجربة أن يقدم طعامًا ومائة دولار لكل متشرد إذ لم يكن سهلا على الممثل أن يعيش يومًا واحدًا وهو مشرد !!
التشرد تجربة ليست سهلة، الشارع الذي يتحول إلى مأوى والناس الذين يتحولون إلى طاقات إنقاذ كل ذلك دفع الممثل لقرار لم يكن ليقرره لولا خوضه التجربة كل تجربة هي بمثابة درس تعليمي طويل لا يمكن أن تنتهي دون تغيير.
بعض الناس تمر بهم التجارب ولا تغير فيهم شيء لا تعلمهم الصبر أو الحكمة، لا تذكرهم أن الحياة مؤقتة مهما لهونا عن عمق مفهومها.
والبعض وإن لم تمنحه أقداره تجارب مكثفة فإن لديه القدرة لأن يضع نفسه مكان الآخر حتى يلتقط دروس التجربة، ومع ذلك يبقى صحاح التجربة الأقدر على معرفة أسرارها.
نحن أحيانًا لا نستطيع وسط أحداث تجاربنا أن نرى بوضوح تبدو الأحداث كلوحة قريبة إلى وجهنا، تختلط الألوان والخطوط ولا نستطيع أن نرى اللوحة بشكل واضح بينما إذا ابتعدنا بمسافة جيدة فسوف نراها بشكل أوضح.
المنهكون وسط تجارب حياتهم لا يستطيعون بسهولة التعافي لكن طريقهم محمل بالعبر والدروس فإن تعافوا أصبحوا أكثر إدراكًا للحياة وتخلصوا من لهاثها وغفلتها واستمتعوا بالرحلة.