منى - عبدالله الهاجري / تصوير - عبدالله المسعود:
عكس مركز العمليات الوطني 911 في منطقة مكة المكرمة التطور الكبير في وزارة الداخلية من خلال استخدام التقنية الحديثة، وكذلك سرعة تلقي وترحيل البلاغات، حتى أصبح هذا المركز خلال العام والنصف - منذ بداية تشغيله - ضمن اهتمامات عدد من الدول العالمية.
ويحظى منسوبو المركز - نساء ورجال- بدورات عالية المستوى مما مكنهم من تأدية مهامهم بمهنية عالية في الوقت الذي يحملون شهادات عُليا وبعضهم يجيد التحدث مع المتصلين باللغات الحية، مما جعل المركز يتلقى البلاغات بست لغات «الإنجليزية والفرنسية والفارسية والإندونيسية والأوردية» إلى جانب اللغة العربية، حيث يرد للمركز في الأوقات العادية نحو 45 ألف مكالمة يوميًا ترتفع في المواسم «كموسم الحج» إلى 63 ألف بلاغ يوميًا، ويعمل على تلقي تلك البلاغات 720 فردًا على مدار الساعة مقسمين على 6 مجموعات كل مجموعة تحتوي على 120 فردًا، فيما مكنت الكاميرات الموزعة على أرجاء المنطقة وفِي المشاعر والبالغ عددها 5000 كاميرا بأحدث المواصفات والتقنية والاستشعار من متابعة الوضع، فيما بإمكان المركز رفع عدد الكاميرات إلى 15000 كاميرا مستقبلاً.
«الجزيرة» زارت المركز أثناء ذروة عملها في موسم الحج، التقت قائد مركز العمليات الوطني اللواء عبدالرحمن بن محمد الصالح الذي أكَّد أن مركز العمليات الأمنية الموحد 911 يضم جميع الأجهزة الأمنية المعنية بالحالات الطارئة، مثل: «الدوريات الأمنية، المرور، أمن الطرق والدفاع المدني» إلى جانب الأجهزة المساندة «كأمانة المنطقة، وزارة الصحة، المياه، النقل، الهلال الأحمر، الكهرباء..».
وأشار اللواء الصالح إلى أن جميع عمل المركز يخضع لعملية إدارة جودة تخض لمعايير عالية لتطوير العمل بشكل كامل.وعن القسم النسائي أكَّد اللواء الصالح أن المرأة السعودية قادرة على العمل في كافة المجالات وتقوم في المركز بأعمال جليلة جدًا مثل تلقي البلاغات من النساء المبلغات ومحاولة تهدئتهن في حالة الفزع والتعامل معهن بإنسانية فهن القادرات على التعامل مع البلاغات الواردة من نساء بكل احترافية وجودة إضافة إلى تلقي البلاغات من أطفال وغير ذلك فدورهن مهم جدًا وقد أثبتت المرأة السعودية حضورها في كافة مجالات العمل.
وأشار اللواء الصالح إلى أن المركز الوطني للعمليات الأمنية يقوم بمتابعة الحالة الأمنية في كافة أنحاء المملكة، والتنسيق مع الجهات الأمنية والجهات الحكومية ذات العلاقة لمعالجة الحالات الأمنية الطارئة وفقًا لما يتطلبه الموقف الأمني. وينقسم المركز إلى عدة أقسام منها قسم استقبال البلاغات ويحتوي على 720 رجل أمن على مدار الساعة إضافة مجموعة استقبال البلاغات باللغات الدراجة وهي الإنجليزية والفرنسية والفارسية والإندونيسية واللغة الأوردية ومجموعة استقبال البلاغات من القسم النسائي الذي يحتوي على فتيات سعوديات مدربات ويحمل شهادات عليا.أما القسم الثاني فهو قسم ترحيل البلاغات الذي ينقسم إلى عدة أقسام كعمليات الدوريات الأمنية وعمليات المرور وعمليات الدفاع المدني وأمن الطرق في 17 محافظة في منطقة مكة المكرمة، إضافة إلى الجهات المساندة للعمل الأمني كالهلال الأحمر والصحة والأمانات في مكة وجدة والطائف وشركتي المياه والكهرباء.
وأكَّد اللواء الصالح أنه يوجد في المركز قسم لإدارة الأزمات والمناسبات ويوجد فيه غرفة اجتماعات مطلعة على الشاشات التي تنقل كافة الكاميرات المرتبطة بالمركز ويفيد وجود هذا القسم وعند حدوث أي أزمة تقوم الكاميرات بنقل مباشر للحدث في موقع لمتخذي القرار الموجودين في قسم الأزمات والمناسبات ويتم اتخاذ القرار وفق ما يرونه أمامهم على الشاشات وليست بالضرورة أن تكون الأزمة أمنية فقط.
وأشار اللواء الصالح إلى أن آلية عمل المركز تقوم على استقبال البلاغ وجمع كافة المعلومات من المبلغ وخلال 30 ثانية يتم تمرير البلاغ إلى كافة الجهات التي يحتاجها الحدث وقد يكون البلاغ الواحد يحتاج لوجود أكثر من جهة حكومية مثل الحوادث المرورية التي تحتاج لوجود المرور والهلال الأحمر والدفاع المدني وشركة الكهرباء أو أكثر من ذلك ويتم تمرير البلاغ للمحافظة التي يقع فيها البلاغ وتوجيه أسرع دورية لموقع الحدث وليس أقرب دورية وذلك لضمان وصول الفرق في أسرع وقت ممكن.
وأضاف اللواء الصالح أن في مركز قسم يدعى قسم المراقبة التلفزيونية الذي يعمل فيه 120 فردًا يتابعون وضع السلامة الأمنية والمرورية ومتابعة الحشود وفي حال مشاهدتهم أي حدث مثل أدخنة من مبنى أو أي حالة كانت يقوم موظف المراقبة التلفزيونية بدور المبلغ ويتم فتح كرت بلاغ ويتم تمريره كبلاغ مثل البلاغات الأخرى التي ترد على الهاتف. وأشار الصالح إلى أن 911 يستقبل كل الجرائم والأحداث حتى القضايا الأسرية والعنف وفق مراحل وهناك أنظمة متقدمة للتعامل مع الأحداث وهناك رؤية إستراتيجية نحو مواكبة كافة التطورات الميدانية والتقنيات العالية.