حمد بن عبدالله القاضي
تعبُ الإنسان بالحياة من كون الإنسان يريد أن يحصل على كل شيء من مال ومنصب إلخ، بل إذا حصل على هذا طمع بالأكثر.
لذا يظل المرء منهكًا بل قد يكون شقيًا طوال عمره بسبب أطماعه حتى يوافيه الأجل.
وهنا يتساوى الغني والفقير بالعناء.. بل إن الغني يعاني أكثر لأن أطماعه أكبر، وللأديب المعروف»برنارد شو» مقولة صادقة «الكل يتعب بالحياة فالغني يركض للبحث عما يزيد ثروته والفقير يركض ليجد لقمة يسد بها جوعه».
أرسل لي صديق عزيز قصة قرأتها فوجدتها بالغة التأثير تنطوي على قاعدة «التعب والارتياح» بهذه الحياة:
سأل أحد الأثرياء أحد جلسائه الحكماء: لماذا أجد أن خادمي مبتهج أكثر مني في حياته؟ وهو لا يملك شيئًا وأنا لديّ المال الكثير وكل شيء ولكني غالبًا متكدر المزاج؟
فقال له الحكيم: جرب معه قصة الـ99!
قال الحكيم: ضع 99 دينارًا في صرة عند بابه في الليل وأكتب على الصرة هذه 100 دينار هدية لك، واطرق بابه ليأخذها وانظر ماذا سيحدث
فعل الثري ما قاله له الحكيم، فأخذ الخادم الصرة، فلما عدها قال: «لا بد أن الدينار الباقي وقع في الخارج».
فخرج هو ثم أهل بيته كلهم يفتشون، وذهب الليل كله وهم يفتشون، فغضب الأب لأنهم لم يجدوا هذا الدينار الناقص فثار عليهم بسبب الدينار الناقص بعد أن كان هادئًا!
وأصبح الخادم في اليوم الثاني متكدّر الخاطر، لأنه لم ينم الليل! فذهب إلى سيده عابس الوجه غير مبتسم أو مرتاح
فأدرك الثري ما معنى الـ 99.
وقد علَّقَ الصديق الذي أرسلها بقوله:
إننا ننسى الـ99 نعمة التي وهبنا الله إياها ونقضي حياتنا كلها نبحث عن نعمة مفقودة، فنتعب ونشقى..
نبحث عما لم يقدره الله لنا، فنكدر قلوبنا وننسى ما أعطانا ربنا من نِعم.
أجل بحثنا عن المفقود فحرمنا أنفسنا من الاستمتاع بالموجود!!
=2=
*أدب العلماء بين الشيخين ابن باز وابن عثيمين.
* ذات يوم كان فضيلة الشيخ (محمد العثيمين) -رحمه الله - في مجلس مع سماحة الشيخ العلامة (عبد العزيز بن باز) -رحمه لله- فأبى الشيخ (ابن باز) إلا أن يترك إجابة الأسئلة للشيخ (ابن عثيمين)، ولما جاء السؤال الأخير اتفق إن كان الشيخ (ابن عثيمين) يُخالف الشيخ (ابن باز) في هذه المسألة فقال الشيخ (ابن عثيمين): وخير ما نختم به المجلس جواب الشيخ (ابن باز) عن هذا السؤال الأخير، وترك الجواب للشيخ.