عماد المديفر
نحمد الله -عز وجل- أن وفقنا وهَيّأ لنا سبحانه أسباب النجاح الباهر لموسم الحج، أمنياً وتنظيمياً.. والذي لم يكن ليتحقق لولا فضل الله وتوفيقه وتأييده لهذه البلاد الطيبة الطاهرة المباركة قيادة وشعباً وأرضاً، وعنايته -تعالى وتقدس- لعبيده المؤمنين الموحدين القائمين على خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن بعزم وإخلاص.. بقيادةٍ وإشرافٍ وتوجيهٍ ومتابعةٍ مباشرةٍ من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأصحاب السمو الملكي وزير الداخلية، وأمير منطقة مكة المكرمة، وأمير منطقة المدينة المنورة ومن وراءهم جيش من أبناء هذا الوطن المخلصين ممن سخّروا كل جهودهم وطاقاتهم، كما أمر ولي الأمر، للقيام على خدمة حجاج بيت الله الحرام، ليتسنى لهم تأدية مناسكهم بكل يسر وسكينة واطمئنان.. رجال صدقوا مع الله.. فصدقهم الله: {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
نهنئ أنفسنا بداية على جميع ما تحقق من إنجازات ونجاحات، بما في ذلك رفع مستوى الخدمات، والمواصلات والنقل والتفويج والإسكان، والزيادة الملحوظة لعدد الحجاج القادمين من الخارج وفقاً لما هو مخطط له في رؤية المملكة 2030، هذا النجاح.. وهذه الرؤية.. التي يغيض تحقيقهما أعداء الملة والدين ممن ناصب هذا البلد الآمن وأهله العداء، والذين لا نحتاج لبالغ صعوبة لتحديدهم، إذ: «قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر».. والذين رأيناهم يعملون جاهدين بكل السبل لاستهداف الحج والحجاج بشكل منظور منذ العام 1986م وحتى هذا اليوم.. سواء أكان هذا الاستهداف عبر الإرهاب على الأرض أو من خلال الدعايات المغرضة عبر وسائل الإعلام التقليدية والجديدة.. والذين يصح فيهم قول الحق تبارك وتعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}. ومما ينبغي التذكير به ضمن هذا السياق، ووضعه دائماً نصب أعيننا؛ تلك الحملات الدعائية الخبيثة المنظمة، والمخططة والمدفوع لها بشكل باذخ لدعاة الشر والفتنة من الطابور الخامس للعدو بيننا من رموز الصحوة ودعاتها الذين علت عقيرتهم مستغلين ثورة الاتصالات، ليبثوا سمومهم وتخذيلهم وإساءتها وتشكيكهم في أمن الحجاج وأمانهم، وتنظيمهم، والخدمات المقدمة لهم، عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.. ومن ثم تمريره لوسائل الإعلام العالمية.. وهو ما برز بجلاء في حج الأعوام 2012 و2013 و2014 . حتى أخرس زمن الحزم أفواههم النتنة كما هي قلوبهم القذرة وأهدافهم الخبيثة.
لقد حان الوقت لكشف خلفيات وحيثيات إستهداف حلف الشياطين، المتمثل بتعاون التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وتنظيم الحمدين مع الحرس الثوري الإيراني، في محاولاتهم البائسة، على مدار التاريخ الحديث، للاعتداء على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، وإثارة الفوضى والخوف وعدم الاطمئنان في المشاعر المقدسة، وتسييس الحج. ولنضع النقط على الحروف في قصة الغدر والخيانة والخسة من قبل حلف الشياطين.. فجميعنا يذكر استهدافات الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج المتكررة لأمن وسلامة الحج، بتوجيه مباشر من ما يسمى بـ»المرشد الأعلى للثورة الإسلامية» رأس الإرهاب.. الهالك «الخميني».. والذي يعتبره التنظيم الدولي للإخوان المسلمين: «إماماً للمسلمين» ودولته هي «دولة الإسلام الوحيدة القائمة في هذا الزمن» كما ذكر ذلك نصاً عرّابهم الإرهابي الأشيمط «يوسف القرضاوي» في كتابه الخبيث: «أمتنا بين قرنين» الصادر بعد تلك الاعتداءات الإيرانية الإرهابية الظاهرة المتتالية على مواسم الحج، وما ذكره نصاً مستشار القيادي في حركة حماس الإخوانية إسماعيل هنية المدعو «أحمد يوسف» في أحد كتبه.. ففي عام 1986م حاول عملاء الخميني القادمين إلى الحج بلباس الإحرام.. رجالاً ونساءً، تهريب كميات كبيرة من مادة C4 شديدة الانفجار في حقائب الحجاج وعبر طائراتهم المدنية، إلى المشاعر المقدسة.. إلا أن يقظةً رجال الجمارك السعودية كانت لهم بالمرصاد، ثم تلا ذلك بعام أن استخدموا تكتيكاً آخر بعد فشل الأول.. عبر المظاهرات المدنية في الحج ومن خلالها قاموا بأعمال شغب وقتل.. مستخدمين الأسلحة البيضاء كالسكاكين والسواطير والمرايا والتي كان من السهولة توفيرها من السوق المحلية لوجستياً.. فكانت أحداث حج عام 1987م والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء من رجال الأمن ومن المواطنين السعوديين ومن الحجاج، بالإضافة لقتل أكثر من مائتي إرهابي إيراني تم زرعهم بين الحجاج.. وحين فشلت المؤامرة، استخدم نظام الملالي تكتيكاً آخر في العام 1989م من خلال توظيف عملاء من داخل منظومة دول مجلس التعاون، فكان أن وقع الاختيار على ستة عشر عنصراً من تنظيم حزب الله الكويت.. هذا معلوم.. إلا أن ما قد يخفى على الكثير أنه وفِي الوقت الذي ظهرت فيه للعلن تلك الاعتداءات الإرهابية الإيرانية المباشرة على حجاج بيت الله الحرام، وعلى أمن وسلامة المملكة.. كانت الزيارات المتبادلة بين القيادات الإيراية وتنظيم الحمدين قد بدأت هي الأخرى بالظهور للعلن.. إذ لاحظ الإيرانيون صعوبة استهداف المملكة من خلال عناصرهم مباشرة، أو من خلال عملاء لحزب الله في دول الخليج، فكان أن تعاون معهم تنظيم الاخوان المسلمين في محاولة اختراق أمن المملكة عبر المكون السني، واقترح أن تكون قطر هي البوابة الرئيسة لذلك.. مستخدمين في ذلك تكتيك «حصان طروادة».. والحقائق التاريخية تكشف لنا أنه وقبيل أيام من حادثة حج عام 1987م زار عراب نظام الملالي ومخططهم الإستراتيجي المخابراتي المدعو «علي أكبر ولايتي» الدوحة.. والتقى حمد بن خليفة وعبدالله بن خليفة وحمد بن جاسم وعبدالله بن خالد.. ورشح فيما بعد أنها كانت زيارة تآمرية بحتة، وأنه جرى الإشارة لحدوث أمر ما في الحج، ولم يُشعَر بذلك الشيخ خليفة الذي كان وقتها أميراً للبلاد.. وقد أبدى تنظيم الحمدين حينها استعداداً تاماً للتنسيق، وذات الأمر حدث في شهر أبريل عام 1988م.. وكان المخطط والمنسق لتلك اللقاءات هو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.. وهنا كانت البداية. هذه رتوش فقط طرحتها على عجل بحسب ما تسمح به مساحة المقال. نكمل الأسبوع القادم.. إلى اللقاء.