فهد بن جليد
عظيمة بلادي عظيمة، مازال صدى المباركات والتهاني بنجاح موسم الحج يتردد على مسامعنا، وصوت طلقات الدفاع عن حدودنا تتردد بحزم وعزم في سماء المجد والعز كل ساعة وحين، إلا وتأتي صيحات النصر والفرح بإنجاز سعودي شبابي جديد، بتأهل منتخبنا لكأس العالم بعد غياب 12 عاماً .
لا تتحقق الإنجازات عادة ما لم يكن خلفها قادة مخلصون، وهذا ما حدث ليلة البارحة الأول عندما ظهر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في ملعب الجوهرة بجدة، مُسانداً للمُنتخب السعودي في مباراة الحسم أمام اليابان مع أكثر من 63 ألف مُتفرج دون رسميات، وبشكل عفوي كأي مُشجع سعودي يحضر لمُساندة فريق بلاده، وكأنَّ سموه مُصرّ على إدخال الفرحة في نفوس شباب الوطن، و لكل بيت سعودي، بل لكل بيت عربي بتأهل أول منتخب عربي إلى مونديال روسيا 2018م.
الأمير محمد حضر لمساندة منتخب بلاده مع بداية الشوط الثاني، وهناك احتمالان إمَّا الفوز والتأهل وإمَّا الخسارة، ولكنَّه أراد أن يُعطي درساً لكل شاب ومُشجع سعودي بأنَّنا مع مُنتخب الوطن في كل حالته (الفوز والخسارة) بنفس الروح والمُساندة، والدليل على ذلك تدخله -حفظه الله- في هندسة المشهد الأخير لمشوار التأهل الطويل -الذي كاد أن يتسرَّب- بعد خسارة الإمارات، بشراء جميع التذاكر والتوجيه بدخول الجماهير مجاناً لملعب الجوهرة، بل وتواجده في مقدمة الحاضرين، شباب الوطن يستحقون هذا التدخل من رمز الشباب ولي العهد، لعودة المجد السعودي لرياضتنا، بحضورنا مُجدداً إلى نادي الكبار في رياضة كرة القدم.
نبارك للجميع هذا التأهل من البوابة الأصعب إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا -كأول منتخب عربي- وهو التأهل الذي شكَّل فرحة كبيرة وعارمة، وأدخل السرور إلى نفوس السعوديين ومن يحبون هذه البلاد الطاهرة، وأغاظ الحاقدين والحاسدين، مما يؤكد قدرة شبابنا على الإنجاز وتخطي الصعاب إذا حضرت العزيمة، من حقنا اليوم أن نفرح، ونشكر كل من ساهم فيه من الإدارات السابقة لهيئة الرياضة واتحاد كرة القدم واللاعبين، ولسمو ولي العهد وجه السعد الذي علق مشهد حضوره للمباراة التاريخية في عقول وأذهان ملايين الشباب وهو يزفنا للمرة الخامسة إلى نادي الكبار في كرة القدم، مما يستوجب علينا أن نعمل بجد من الغد، على التخطيط للظهور بشكل لائق يناسب حجم هذا الحضور والذكرى الخالدة.
وعلى دروب الخير نلتقي.