سعد الدوسري
هل ما نشاهده من صور ومقاطع فيديو لضبط فرق المراقبة التابع لوزارة التجارة للمخالفين كافِ؟! هو مبهج بلا شك، ولكنه غير كافٍ. هو تحول للوزارة التي ظلت طيلة زماناتها، تضع أذنًا من طين وأذنًا من عجين، حيال كل الغش والتستر والنصب والاحتيال والتقليد والتزوير والكسب السريع غير المشروع. هو تحول لإنقاذ سمعة السوق الذي ظل يخدع المستهلك بتجارة زائفة ومضللة، وربما قاتلة.
لو نرجع بالزمن قليلاً، لرأينا المقالات التي تضع وزارة التجارة في قفص الاتهام اليومي، وتحملها مسؤولية الصمت غير المبرر على ما يحدث في أسواقنا من تحايل، بهدف الربح، ابتداءً بالماء والخضراوات، وانتهاءً بالسيارات والأجهزة الكهربائية. أما اليوم، فهذه المقالات لن تكون كافية! هناك وسائل جديدة لكشف الخداع والغش. هناك كاميرا مزروعة داخل جهاز هاتف محمول قيمته «غير مبررة»!! لكنها سترصد لنا وللوزير، إلى أي حد هناك تجاوزات في سوق الرس وسكاكا والسليل وبلجرشي والعريش والقنفذة وصفوى، بل وفي القويعية والقديح وأملج والشقيق والأفلاج والعمران وحتات بني تميم وخليص، ولن انتهي إذا ذكرت أسماء المدن والقرى التي تملؤها المنشآت المخالفة للنظام، والتي ستثقل كاهل مراقبي الوزارة، بعد فضحها بالصور ومقاطع الفيديو.
هناك حل صغير جدًا، والوزارة تعرف كيف تطبقه، اسمه «التشهير» وعنوانه «الإغلاق». شهروا بكل مخالف، ولو كان دكانًا في ملهم، وأغلقوا كل مخالف، ولو كان هايبر ماركت في جدة.