علي الصحن
نعود بالتاريخ عامين كاملين، ويومها كان الأخضر يحث الخطى لتجاوز مطب التصفيات المؤهلة لمونديال 2018 بروسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات. وفي تلك المرحلة وجد اتحاد الكرة السعودي نفسه في مأزق مباراة الرد أمام نظيره الفلسطيني، ووفق ما هو مقرر ستقام المواجهة في مدينة رام الله، وقد رفض المسؤولون عن الكرة السعودية الأمر ولو وصل الأمر لخسارة المباراة وربما التأهل بقرار انضباطي، وما زاد الطين بلة تعنت بعض القائمين على الكرة الفلسطينية، وإصرارهم على إقامة اللقاء حيث كان مقررًا سلفًا، وعدم النظر لأي مبررات.
كانت الأيام تمضي سراعًا، ولا حلول مناسبة في يد اتحاد الكرة، والشارع الرياضي يترقب، ويوجس خيفة، وهو الذي ينتظر أن يعيد الأخضر كتابة التاريخ والعودة للمونديال بعد ثماني سنوات من الغياب.
وفي خبر صب على الرياضيين كماء قراح زلال، أعلن عن نقل المباراة إلى العاصمة الأردنية عمان بعد تدخل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وإجرائه اتصالاً هاتفيًا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
الأسبوع الماضي عاش الرياضيون أيامًا عصيبة بعد الخسارة من الإمارات، وبدأت الحسابات والتساؤلات، وهل نلحق أو نلعب في الملحق، وجاء تدخل سمو ولي العهد وتوجيهه بشراء تذاكر المواجهة ودخول الجماهير مجانًا، ليوجه رسالة مباشرة للاعبين: بقي دوركم، والتأهل مسؤوليتكم، وأمام اليابان بدا أن اللاعبين قد فهموا الرسالة، وأدركوا حجم المسؤولية فعزفوا سمفونية خضراء بدأت مقاطعها في جدة وترددت في روسيا وسمعها العالم برمته.. وبعد المباراة انكشف للناس ما كان خافيًا، فقد كان سمو ولي العهد في الملعب الجوهرة مع 62 ألفًا من مواطنيه يقف مع المنتخب يسنده ويقف معه ويزفه إلى مكانته اللائقة بين أفضل 32 منتخبًا في العالم.
غني عن القول إن وقفات القيادة مع قطاع الرياضة والشباب غير مستغربة، وهي امتداد لتاريخ طويل من الدعم والمساندة، وقد جاءت وقفة الرجل الثاني في البلاد مع المنتخب في مشواره إلى روسيا، ومن البداية إلى النهاية لتسهم بشكر كبير في تحقيق الهدف، وتمنح الرياضيين سرورا مضاعفًا وفرحة مزدوجة، فقد أطل عليهم محمد بن سلمان، وأعاد الأخضر كتابة الزمان.