سامى اليوسف
لم يكن يعلم «الفهد» السعودي فهد المولد أن معشر المغردين في مدونة «تويتر» سيتداولونه إعجابًا بالإعادة والتفضيل تغريدة كتبها في منتصف رمضان قبل نحو 5 سنوات جاء فيها: «إذا لم تقاتل من أجل ما تريده فلا تبكِ إذا خسرته»، بعد أن أسهم بهدفه الثمين في شباك اليابان في تأهل «الأخضر» إلى المونديال لأول مرة منذ نسخة 2006 ليحقق وصوله الخامس، وبذلك يكون منتخبنا أول العرب وصولاً إلى روسيا بعدما حافظ على سجله الخالي من الهزائم على ملعب «الجوهرة المشعة» في التصفيات الآسيوية.
نعم، إذا حضرت الروح القتالية فإنها تكون جسرك لبلوغ أهدافك، فهي شرارة التحدي التي تدفعك للأمام مهما كانت حالتك المادية أو المعنوية. الفوز أهم شيء، وهو الذي يجعلك في وضع أفضل، بل هو أفضل طريقة للانتقام.
استحق فهد أن تضع وكالة «رويترز» الرصينة اسمه في عنوان خبرها الرئيس (السعودية تعود لكأس العالم بفضل المولد)، في رأييّ أن الثلاثة الأكثر تأثيرًا من اللاعبين في مسيرة المنتخب بحسب الترتيب: نواف العابد، فهد المولد وعمر هوساوي.
أصعب ما في المباريات المفصلية حينما تواجه خصمًا ليس لديه ما يخسره، كاليابان الذي حسم أمر صعوده في الجولة ما قبل الأخيرة، لكن «الصقور» لم يخذلوا من راهن عليهم ووضع فيهم الثقة هذه المرة، بعد خذلان العين العرضي، وكانوا أحق بها وأهلها.
شكرًا لنجومنا الأبطال، ومدربهم الهادئ مارفيك ومساعديه، والطاقم الإداري بقيادة الخبير طارق كيال والمخلص زكي الصالح، وقبل هؤلاء «عراب» الصعود الخامس للمونديال ولي العهد الأمين محمد بن سلمان الذي توج اهتمامه وحرصه ودعمه بحضوره الشخصي الذي التحم فيه والجمهور في الجوهرة ليعكس حجم تفاعل القيادة بالرغم من المسؤوليات الجسام في ظل الأوضاع الراهنة.
ونمر مرور الوفاء لنشهد بإسهامات اتحاد أحمد عيد، ومن بعده اتحاد عزت، وبينهما جهود الأمير عبدالله بن مساعد، فقد شكلوا أضلاع مثلث متساوية كل منها ترك بصمة تذكر، فتشكر.
فيما كان للجماهير السعودية كلمة السر في تحقيق المنجز بحضورهم، وكل مواطن ومواطنة مخلصة بدعواتهم الصادقة، وهم من يستحقون التهنئة أولاً.
أما الناعقون في مواقع التواصل الاجتماعي، والناقمون في البرامج الرياضية، الذين يصفون منتخبنا بـ«منتخب الهلال» إن خسرنا أو تعادلنا ويعلقون المشانق للاعبينا، وعندما يفوز وينجز يصفونه بـ«منتخب الوطن» على استحياء قبل أن ينزووا في جحورهم، فهؤلاء ليس لهم موضع قدم من الاحترام ولا موقع تقدير في عيون المنصفين أو العقلاء.. سنتركهم للحقد يقرض قلوبهم ويأكلهم كما تأكل النار الحطب.. وللجمهور الواعي كي يضحك على تعصبهم المزري وانفصامهم وازدواجية معاييرهم الفاضحة.
«الشجعان يغتنمون الفرص».