موضي الزهراني
ولله الحمد والشكر انتهى موسم حج عام 1438 بنجاح منقطع النظير، نجح في أجواء إيمانية استشعرها حتى غير الحجيج والذين عاشوا بكل جوارحهم مع خدمات الحج وفرحة الحجاج بتفوق تلك الخدمات عن الأعوام السابقة من دون شعارات سياسية أو دينية مغايرة لشعائر الحج ومشاعر الحجاج الذين تكبد الملايين منهم صعوبات معيشية وتكاليف مادية من أجل الفوز بأداء مناسك الحج بكل خشوع ! فالعالم بأجمعه انبهر من نجاح موسم هذا العام على الرغم من وجود أكثر من مليون حاج من جنسيات مختلفة مجتمعين في مكان واحد ! وانبهر من الإمكانات المادية والبشرية التي تسخرها حكومة المملكة لضيوفها في كل مواسمها الدينية من دون تمييز أو تفرقة سواء قدموا لمكة المكرمة أو اتجهوا لزيارة المدينة المنورة مدينة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وفرحة العالم الإسلامي أجمع بنجاح هذا الموسم لوجود تحديات قوية منها «استقبال الحجاج الإيرانيين، والترحيب بالحجاج القطريين» مثلهم مثل غيرهم من الحجاج، ولكن حكومتنا تجاوزتها ولله الحمد بكل يُسر وسهولة لحكمتها وحنكتها في المواسم الدينية التي لا تستغلها لتحقيق أي أهداف سياسية! وكذلك لتفوقها في تحديد عناصر نجاح هذا الموسم السنوي العظيم ومنهم:-
1 - إن المشروعات المليارية التي دأبت حكومة بلادنا على توارثها للاهتمام بتوسعة الحرمين الشريفين من أقوى عناصر نجاح موسم الحج والعمرة أيضًا كل عام خصوصًا مع تزايد ضيوف الرحمن سنويًا.
2 - اهتمام وقيادة أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل في إدارة منظومة الحج بنجاح حتى انتهى بهذه الصورة المُشرفة للعالم الإسلامي أجمع وليس للسعودية فقط.
3 - تعاون وتسابق القطاعات الأمنية والصحية والخيرية في خدمة وراحة ضيوف الحج من دون تمييز أو تفرقة فيما بينهم.
4 - انتشار رجال الأمن الكثيف في كل زاوية من زوايا مشاعر الحج، وتعايشنا مع مواقفهم الإنسانية من خلال مواقع التواصل فكانت لقطات مُشرفة لهم ولوطنهم، يستحقون عليها التقدير والدعم المعنوي والمادي.
5 - نجاح وتميز القنوات والوسائل الإعلامية السعودية والخليجية أيضًا في التفاعل والتعايش اليومي مع أحداث أيام الحج بمهارة عالية، حيث نقلت غير الحجيج إلى مشاعر الحج يوميًا، وألهبت مشاعرهم أكثر من خلال «فيلم مشاعر المشاعر» الذي انتجته وزارة الثقافة والإعلام السعودية ومؤسسة مسك الخيرية، والذي يُعبر عن طاقة الحب والرهبة التي يعيشها الحجاج خلال تأدية مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام، ويوضح حجم التآخي والسلام بين الحجاج والقائمين على خدمتهم على الرغم من اختلاف جنسياتهم وتعدد لغاتهم وثقافاتهم. وباستطاعتكم تشاركونهم كيف يبقي القلب في الحج من خلال رابط فيلم مشاعر المشاعر! والله يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان وبلاد المسلمين أجمعين.