علي الخزيم
الخدمات المقدمة للحجاج من خلال معايشتها أو مشاهدتها فيما تبثه المقاطع المصورة ووسائل الإعلام شيء مذهل، لا ينكره إلا جاهل أو ذو هوى مغرض حاقد، موكب من حافلات طِبِّية نَقَلَ يوم التروية الثامن من ذي حجة الحجاج المرضى المنومين بمستشفيات مكة المكرمة والمشاعر لتصعيدهم مع الحجاج للوقوف بمشعر عرفات الطاهر مع جموع ضيوف الرحمن؛ حيث غاية اركان الحج، مشهد أذهل المتابعين والمراقبين، كان مع كل مريض ممرض مرافق حسب الجنس بالمستشفى الخاص المعد لهذه الفئة بعرفات للعناية بتمريضهم وأدويتهم ووجباتهم المعدة لتناسب حالاتهم الصحية، وكل ذلك بالمجان دون مقابل، وهو ليس بالجديد فهو إجراء متخذ منذ أكثر من عشرين سنة مضت؛ فمن يصنع هذا سوى ذوي الهمم العالية والأنفس الزكيَّة؟! ثم يأتي من يقول كلاماً لا يليق ولا يستساغ عن جهود خادم الحرمين وولي عهده وحكومتهما الرشيدة فيما يتعلق بخدمة الحجيج من ساعة القدوم حتى لحظة المغادرة.
وبشهادة مراقبين ومحللين غير سعوديين أكدوا ان ما بُذل من جهود لتقديم الخدمات لتسهيل الحج على ضيوف الرحمن هذا العام يفوق كل الجهود الماضية، ما يثبت أن خدمة المملكة حكومة وشعباً للحجاج والمعتمرين والزوار تتطور وتتحسن يوماً تلو الآخر منذ عهد المؤسس حتى العهد الزاهر عهد العزم والحزم، وهو ما يفند أقاويل وأراجيف تلك الجهات الحاقدة المغرضة المطلقة للإشاعات والأكاذيب غير المنطقية.
مشاهد تجلب الراحة والسرور والاطمئنان لنفرة الحجيج من منى للصعود إلى عرفات، ثم إلى مزدلفة والعودة إلى منى بصورة منتظمة رغم الحشود المليونية من الحجاج، صورة تعكس اعظم إنجازات البشر لتنظيم الملايين بكل شؤونهم بطريقة تقترب من الخيال، برهان يتجدد لقدرة المملكة على إدارة الحشود بكل مهارة واقتدار، مع تراكم الخبرات وتزايد التدريب في كل مجال يخدم الحجاج، وبتنسيق محكم بين الجهات المشاركة ودراسات مسبقة لكافة الاحتياجات، فكل عام يبدأ التنسيق والتخطيط لموسم الحج المقبل من آخر ساعة مفترضة لمغادرة حجاج الموسم الحالي؛ ما يعني أن العمل والتخطيط والتطوير مستمر ومضطرد على مدار الأيام والشهور دون انقطاع، فالحج ستة أيام لكنه بالنسبة للسعودية 365 يوماً من العمل المتواصل للتهيئة لخدمة ضيوف الرحمن، وهذا بفضل الله من أسرار وأسباب عزة ورفعة ومنعة مملكتنا الغالية.
ما أقوله هنا ليس من بنات افكاري فهو واقع تحدثت عنه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ومجالس الناس ومنتدياتهم في الكرة الأرضية، وهو مصدر فخر لكل سعودي وعربي ومسلم.
يضيق المجال هنا لإيراد أمثلة كافية على عظم وكثافة وجودة وإتقان الجهود المبذولة بعيداً عن ذكر التكاليف الباهظة؛ لكن لك ان تفكر وتتأمل كيف يتم نقل النفايات الكترونياً دون مشاهدة عربات البلدية حول الحرم، وهل تعلم أن صعيد عرفات تم تنظيفه خلال ساعات من كافة النفايات (أكثر من 15 ألف طن) بُعَيد نفرة الحجاج إلى مزدلفة؟ مهما قالوا زيفاً وزوراً فخدمة الحجاج واجبنا وشرف لنا.