أهدت القاصة هيفاء بيطار مجموعتها القصصية الجديدة «طفل التفاح» إلى أطفال سوريا..
والمجموعة تضم عدداً من القصص القصيرة منها: أم دياب، صراخ، فيلم وثائقي، انهيار، جرح في الروح.
وقد صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون في 80 صفحة من الحجم المتوسط.
وتقول القاصة في قصة طفل التفاح:
لم أستطع أن أثير فضول طفل التفاح، هكذا أسميته وهو منطرح على الرصيف وغارق في غيبوبة تحميه من وحشة الواقع.
كان يحتل الزاوية نفسها من الرصيف العريض في أرقى شوارع اللاذقية وكأن المارة اعتادوا على منظره البائس ولا ينافسه في بؤسه إلا طبق التفاح الكبير الذي يحتوي على أكثر من عشرين تفاحة ذابلة مصبوغة بلوم الدم.
لم أكن أنجح في تخيل هذا التفاح بصباغ أحمر ممزوج بالسكر فكل أحمر في سوريا هو دم.. وهذا الصباغ يتحول بمعجزة إلى دم لأنه بجانب طفل سوري مشرد لا يتجاوز السابعة من عمره، طفل لم تقدم له الحياة إلا قارعة الرصيف.
وتقول في قصة أخرى: في قلب الليل وقبل أن تستيقظ العصافير تعصف به رغبة هائلة بالصراخ، يخشى إلى حد الهلع ألا يتمكن من لجم تلك الرغبة، ما الذي يوقظه مجفلاً ومروعاً من ذاته وما آلت إليه؟
أي أسباب تراكمت حتى جعلته شخصاً آخر؟
شخصاً لم يعد يفكر بل يتفجر غضباً كل لحظة..
لم يفهم كيف حدثت تلك القطيعة بينه وبين ماضيه كما لو أنه أصيب بفقدان ذاكرة أو كما لو أن كل الأحداث التي عاشها تخص شخصاً آخر.