«الجزيرة» - عبده الأسمري:
كشف نائب رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حبيب أسيود في حوار خاص مع الجزيرة أن النظام الإيراني المحتل يعتمد سياسة التجهيل للأحوازيين كمبدأ عام؛ ولذلك الإهمال والإهمال التام هو ما يعانيه القطاع التعليمي في الأحواز، والشيء نفسه بالنسبة للقطاع الصحي حتى بات الشعب الأحوازي فريسة للأوبئة التي تنتشر بسبب سياسات المحتل المضرة للبيئة. وأكد الأسيود في إجاباته أن إيران قامت بزرع خلايا إرهابية في أكثر من دولة عربية، وأخلصت في رعايتها إلى أن اشتد ساعدها، وأصبحت جاهزة للقيام بأعمال إرهابية ضد أوطانها، وهذا ما نراه من أعمال حزب الله الإرهابي في لبنان وسوريا، ومن مليشيا الحوثي الإرهابي في اليمن، وعدد لا يحصى من الخلايا الإرهابية النشطة في فوضى العراق وسوريا. وليست داعش إلا فصيلاً من هذه الفصائل، وحظي برعاية استثنائية من إيران. وأضاف الأسيود بأنهم بصدد تشكيل هيئة قانونية من المختصين، تقوم بمتابعة محاكمة النظام الإيراني أمام الجهات الدولية. مؤكدًا أن إيران تواجه الخطر الأكبر القادم على النظام، وهو الحراك المتنامي في مناطق الشعوب غير الفارسية التي تعاني الفصل العنصري والظلم والتهميش.
وأشار إلى العديد من الجوانب في سياق الحوار الآتي:
* ما أهم أهداف وخطط الحركة؟
- سعينا منذ انطلاقتنا إلى وضع أهداف لنضالنا. ويأتي هدف التحرير وإعلان دولة الأحواز في قمة أهدافنا. وباقي الأهداف هي أهداف ممهدة لتحقيق هدف التحرير.
ووضعنا خططنا لتحقيق هذه الأهداف على مراحل، هي: أولاً: تثبيت حركتنا في الداخل، وذلك باستقطاب الشباب الأحوازي، وتنشيط الكادر المؤهل منهم للحركة في أوساط جماهير شعبنا، وكذلك العمل على تشكيل خلايا عسكرية مؤهلة لتنفيذ مهام عسكرية متى استدعت الضرورة الوطنية ذلك. ثانيًا: الخروج بالقضية من إطارها الداخلي المحاصر إلى الفضاء العالمي الرحب؛ لإيصال مأساة شعبنا إلى ضمير الإنسانية جمعاء. وهذه هي المرحلة التي نخوضها الآن، وهي بدورها مقسَّمة إلى مراحل وشُعب، أهمها: نشاطنا لكسب التأييد والتعاطف العربي والدولي، بعقد مؤتمرات وندوات دولية في العواصم الأوروبية والعربية. وتسيير مظاهرات أمام المنظمات الدولية والإقليمية، ورفع مذكرات ورسائل إلى مؤتمرات عالمية.. هذا فضلاً عن نشاطنا الإعلامي الذي فتح آفاقًا جديدة لقضيتنا.
* ما أبرز الأجندات التي تعمل الحركة على تنفيذها مستقبلاً؟
- أجندتنا مليئة بالمشاريع والأهداف الوطنية، وأهمها تحقيق مكاسب سياسية مهمة خاصة في عالمنا العربي. وكذلك نحن مقبلون على إنجاز نقلة نوعية في المجال الإعلامي. ولا أخفيكم سرًّا، فالأمر يتعلق بإنشاء مؤسسة إعلامية أحوازية ضخمة، تشمل قناة فضائية تلفزيونية وفروعًا إعلامية أخرى؛ فهذا يعتبر مكسبًا مهمًّا لقضية شعبنا، سوف يكون له ما بعده.
* صف لنا أبرز الانتهاكات والجرائم التي يمارسها النظام الإيراني بحق الأحوازيين؟
- كل الجرائم التي ترتكبها إيران ضد الشعب العربي هي جرائم يندى لها الجبين؛ لذلك يصعب عليَّ تمييز جريمة ما بأنها الأبرز في جرائم هذا المحتل الغاشم ضد شعبنا. فإذا اعتبرت جريمة الموت شنقًا دون ذنب جريمة بشعة ضد الإنسانية فماذا يمكن لنا أن نصف جرائم مصادرة الأراضي والأملاك من الفلاحين وتشريدهم دون مصدر للرزق أو مأوى؟ وبماذا يمكن أن نصف جريمة تجفيف الأنهار الأحوازية بتغيير مسارها إلى الأقاليم الفارسية؛ ليقتلوا شعبًا بأكمله جوعًا وعطشًا؟.. جرائم الفرس في الأحواز كثيرة، ويجري الآن فضحها.
* صف لنا طبيعة المقاومة وفصول الدفاع التي يقوم بها شعب الأحواز أمام ما يقوم به نظام الملالي؟
- الشعب الأحوازي شمَّر عن ساعده لمقاومة المحتل منذ أول يوم وطئت فيه أقدام المحتل أرض الأحواز الطاهرة، وقامت ثورات عشائرية متعددة في ربوع الأحواز، ولا تُخمد ثورة في مكان إلا واشتعلت في مكان آخر. فبالرغم من الخلل في ميزان القوة، وبالرغم من أساليب القمع التي يعتمدها المحتل، لم يخبُ أوار المقاومة الشعبية يومًا على مدى تسعة عقود.. هي باقية حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا.
* قام النظام الإيراني بتلويث الآبار وطمس البيئة الزراعية.. كيف واجهتهم ذلك؟ وما خططكم في ذلك؟
- نعم، قام المحتل بكل ما من شأنه أن يكون عامل ضغط على الشعب الأحوازي؛ ليخضعه لإرادته، ويجبره على التنازل عن حقه في الحياة فوق أرضه حُر نفسه... حرف الأنهار التي تغذي الأحواز بمياه الشرب والري عن مسارها، ووجهها نحو الأقاليم الفارسية، ونتج من ذلك جفاف مجرى هذه الأنهار لأول مرة في تاريخها، وكذلك جفاف الأهوار الممتد بين الأحواز والعراق، الذي تقوم عليه مساحات واسعة من البساتين والغابات التي تحمي أرض الأحواز من التصحر، ونتج من ذلك توقف الزراعة التي تعتمد على الأنهار، ونتج من جفاف الأهوار دمار البساتين التي كانت تقوم عليها هجرة سكان مناطق الأهوار إلى مدن الأحواز؛ الأمر الذي ترتب عليه مشاكل اقتصادية واجتماعية، وزيادة نسبة العطالة.. هذا، فضلاً عن انحسار مساحة الغطاء النباتي الذي كان يلعب دورًا كبيرًا في ترطيب مناخ الأحواز في فصل الصيف، وحماية الأراضي الزراعية من التصحر.
* كيف تسير الأمور العامة للأحوازيين من صحة وتعليم وخدمات؟.. وهل هنالك جهات وقطاعات تقوم بأعمالها في القطاع؟
- المحتل يعتمد سياسة التجهيل للأحوازيين كمبدأ عام؛ ولذلك الإهمال والإهمال التام هو ما يعانيه القطاع التعليمي في الأحواز، والشيء نفسه بالنسبة للقطاع الصحي؛ فلا رعاية صحية؛ فالشعب الأحوازي فريسة للأوبئة التي تنتشر بسبب سياسات المحتل المضرة للبيئة.
* هل لديكم هيكل لإدارة شؤون الأحوازيين والقيام بشؤونهم أم كيف تسير أمور الحياة هناك؟
- في الفترة الحالية نكتفي بإدارة العمل المقاوم، ولا ينحصر ذلك في العمل العسكري فقط، بل هناك واجب اجتماعي وثقافي توعوي، لا يقل أهمية عن العمل العسكري. نقوم بذلك عبر عناصرنا بالداخل. وهناك تفاصيل عن نشاطنا في الداخل، لا يسمح المجال لسردها هنا.
* ما أبرز الخطط الاستخباراتية التي تقوم بها طهران في الأحواز؟ وكيف تواجهونها؟
- أنشط أجهزة الدولة الفارسية في الأحواز هي الأجهزة الأمنية، بل أستطيع أن أؤكد لك أنها هي الحاكمة في الأحواز بوسائلها القمعية. هم لا يستخدمون أسلوبًا واحدًا، بل أساليب متعددة ومتجددة؛ وعليه فإن الناشط الأحوازي ليس له بديل آخر سوى المقاومة حاملاً روحه بين كفيه. ويبدو أن الحصانة ضد أمر يهدد حياة المرء تُكتسب بالمواجهة والتمرس.
* ما دور المرأة الأحوازية في مواجهة المحتل الفارسي؟ وكيف تصفون هذه الأعمال؟
- دور المرأة الأحوازية في العمل المقاوم دور لا يقل أهمية عن دور أخيها الرجل؛ باعتبار أن ساحة المقاومة واسعة ومتعددة؛ فهي المربية التي تُنشئ جيلاً متمسكًا بهويته العربية الأحوازية، جيلاً قادرًا على حمل الراية.. هي المثقفة التي تسهم في توعية شعبها.. هي المقاوِمة الشرسة التي تقوم بأدوار مفصلية لتنفيذ مهام عسكرية.. وهي فوق ذلك أُم تُنشئ أجيالاً، وتلد الأبطال للأحواز.
* هل هناك تقارير استخباراتية كشفت عنها أجهزة دولية حول تورط إيران في دعم الإرهاب وداعش؟
- ليس بالضرورة الاستشهاد بتقارير استخباراتية لإثبات علاقة إيران بالإرهاب ودعم التنظيمات الإرهابية؛ فهي دولة قائمة على أهداف وأطماع قومية عنصرية، لا يمكن تحقيقها إلا بزعزعة أمن واستقرار الدول المحيطة بها. وهذا ما نراه الآن من سياسة هذه الدولة؛ فهي نجحت في زرع خلايا إرهابية في أكثر من دولة عربية، وأخلصت في رعايتها إلى أن اشتد ساعدها، وأصبحت جاهزة للقيام بأعمال إرهابية ضد أوطانها، وهذا ما نراه من أعمال حزب الله الإرهابي في لبنان وسوريا، ومن مليشيا الحوثي الإرهابي في اليمن، وعدد لا يحصى من الخلايا الإرهابية النشطة في فوضى العراق وسوريا. وليست داعش إلا فصيلاً من هذه الفصائل، حظي برعاية استثنائية من إيران وبعض الدوائر الاستخباراتية المشبوهة في العالم.
* ما الإجراءات التي قمتم بها دوليًّا عبر الجهات الحقوقية والقطاعات الأممية في حل قضيتكم ومحاكمة إيران ونظام الملالي؟
- كنا نتقدم برسائل إلى الجهات المعنية للفت انتباهها إلى تجاوزات إيران في الأحواز بوصفها دولة محتلة، وتقدمنا بمناشدات كثيرة لبحث قضيتنا باعتبارها قضية شعب، كانت له كيانه المستقل قبل وقوعه في براثن الاحتلال الفارسي. والآن نحن بصدد تشكيل هيئة قانونية من المختصين، تقوم بمتابعة هذه المهام.
* يعاني النظام الإيراني من انشقاقات ووجود معارضين جدد.. كيف ترون ذلك؟ وما وتوقعاتكم مستقبلاً في هذا الشأن؟ وما مدى انعكاس ذلك على قضيتكم؟
- النظام القائم في إيران نظام يحاول أن يظهر نفسه كنظام ديمقراطي قائم على نظام المؤسسات، إلا أن ذلك ليس إلا كذبة انطلت على المعجبين به و الدائرين في فلكه والطامعين في سلوك مسلكه.. يهتم النظام بمسرحية الانتخابات الرئاسية، وكذلك التشريعية.. والمتسابقون فيها هم عناصر النظام المخلصون، ولكن بأسماء مختلفة (كالإصلاحيين والمحافظين)، وهما وجهان لعملة واحدة، ولكن هناك بوادر خلاف تلوح في الأفق من بين الذين ملوا من السير والانقياد على النهج الواحد. وتبدو دعواتهم خافتة خوفًا.. فتبدي التذمر، وتنادي للتغير، وكذلك بين أصحاب المصالح المستفيدين من استمرار نظام الملالي. ولكن الخطر الأكبر القادم على النظام هو الحراك المتنامي في مناطق الشعوب غير الفارسية التي تعاني الفصل العنصري والظلم والتهميش.