د. ناهد باشطح
فاصلة:
((هل يرتجى مطر بغير سحاب))
-حكمة عربية-
ما أهمية إلقاء محاضرة عن «المرأة السعودية ورؤية 3020 واقعها وصورة الإعلا م الأجنبي عنها» في مركز للسلام في اليابان؟ ولماذا يهتم شعب كاليابان مشغول بالعمل والإنجاز بأخبار المرأة السعودية؟
تواردت في ذهني هذه الأسئلة حين تلقيت دعوة من الدكتور «سعود السرحان» الأمين العام لمركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية لالقاء المحاضرة، ذلك المركز الذي انشيء منذ عام 1983 ليكون حلقة وصل للبحوث والمعارف بين المملكة وبقية دول العالم.
وقد وافقت دون تردد لسببين:
الأول: إن من أهم أهدافي منذ أن امتهنت الإعلام أن أسهم في بناء صورة ذهنية صحيحة لبلدي أو ما يسمى Nation Branding فالشعوب المختلفة في تواصلها مع بعضها بعضًا، تتكئ في تعاملاتها على صور ذهنية معينة ترسخها في وعيها عن الآخر الذي تتعامل معه، كما أن اهتمامي في الإعلام بقضايا المرأة جعلني اتحمس لكل ما من شأنه التعريف بمسيرة المرأة السعودية وإدراكي لصعوبة التوثيق العلمي بسبب تشتت المعلومات في أكثر من جهة لعدم وجود هيئة أو لجنة تختص بشؤون المرأة لدينا. والمحاضرات وأوراق العمل العلمية تعد إحدى وسائل الاتصال العامة والتوثيق البسيط لتاريخ طويل بدأ منذ الأربعينيات الميلادي.
والسبب الثاني أن جزءًا من أطروحتي للدكتوراة عن الصورة الذهنية وكيف تتشكل على مستوى الفرد ووسائل الإعلام حتى إن «كولمبوس» قد توقف عند الصين في رحلاته الثلاث إلى العالم الجديد بسبب الاعتقاد الشائع بأن الأرض مسطحة، وأن الإنسان إذا أبحر أكثر مما يجب في اتجاه الغرب فسوف يسقط في الهاوية.
كما أنني أدرك أهمية هذه الصورة الذهنية في تقبل الشعوب بعضها بعضًا وتواصلهم على مستويات مختلفة وما يتعلق بتداعيات الصورة السلبية في وسائل الإعلام لأي شعب لدى شعب آخر.
وحسب البحوث والدراسات فإن الصورة الذهنية عن المرأة المسلمة والعربية في الإعلام الأجنبي سلبية، كما أن صورة المرأة السعودية في الإعلام الأجنبي مشوشة لنقص المعلومات عنها ولتركيز الإعلام الأجنبي تبعًا لأجندته على الحقوق التي لم تحصل عليها بعد وليس الحراك النسوي تجاه حقوقها ومدى تجاوب المجتمع والحكومة لهذه المطالب.
وكانت البداية ما هي الرسالة الإعلامية التي أود إيصالها لجمهور ياباني معظمه من الصحافيين والباحثين في الإسلام؟
وكيف يمكن أن أتحدث بإيجابية عن المرأة في وطني دون تضليل ووفق المصداقية التي تشترطها الأكاديمية والمهنية؟
بعد غدٍ حديثي عن المحاضرة ومركز ساساكوا الياباني للسلام.