سعد بن عبدالقادر القويعي
«لا تجعَلْ من كلماتِكَ ذَخيرة ضدّ وطنِك»، هذه العبارة إحدى تغريدات مركز الحرب الفكرية @fekerksa على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، التابع لوزارة الدفاع السعودية في مكافحة الفكر الإرهابي، وأيديولوجيا التطرف. وهي عبارة عن مقطع فيديو يعزز من خلاله مفهوم المواطنة الإيجابية، ويوضح خطورة الكلمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، وما يتبعه من إحساس بالمسؤولية، والتزام بالواجبات نحو الوطن، والانتماء إلى الأرض، والناس، والعادات، والتقاليد، والفخر بالمقدرات التاريخية؛ من أجل السير بالمجهود التحديثي، والتنموي للبلاد إلى الأمام.
إن المسؤولية الفردية، والجماعية تنبع من منطلق الذات، ويشترك فيها جميع أفراد المجتمع الذي يرتكز على منظومة نظامية، وسياسية، واجتماعية، وأخلاقية متكاملة؛ للحفاظ على وجود الدولة من خلال رعاية شؤونها، ومصالحها، والدفاع عن ثقافتها، وحضارتها، وحماية أوطانها، وحدودها، والالتزام باحترام حقوق، وحريات الآخرين، واحترام الأنظمة التي تنظم علاقات المواطنين فيما بينهم، وعلاقاتهم بمؤسسات الدولة، والمجتمع.
وحتى تكون الموطنة مبنية على وعي صحيح، لا بد أن تتم بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة؛ لأن عملية صناعة الوعي هي عملية تفاعلية دقيقة، تقتضي القدرة على الوصول إلى الفئة المستهدفة؛ من أجل إيصال الرسالة الهادفة في الوقت المناسب، وبناء وعي جاد، وفكر، وسلوك، وطموح، وأمل، ومستقبل، وثبات، وولاء، وانتماء، وهذا - كله - يتطلب امتلاك الوسائل العصرية المناسبة كطبيعة المناهج، ونوعية الأنشطة التربوية، ونوعية الإستراتيجيات التعلمية على نحو يتجاوز الحدود، والأفكار المعرفية، وترجمتها إلى واقع في المجتمع الخارجي، والخدمات الوطنية.
سيتشرب الجيل القادم، وقادة المستقبل قيمة المواطنة الإيجابية من خلال سلوك، وأفعال ملموسة، وحياة إنسانية متكاملة بما ينفعهم، وينفع مجتمعهم المحلي، والوطني، والمجتمع الإنساني - ككل -، ولا يتأتى ذلك إلا باستخدام تقنيات العصر؛ لإبراز العمق، والأصالة في الهوية المحلية؛ حتى تكون إحساسًا، وسلوكًا كامنًا في مكونات النشء، وأن نمكنه من آليات التنمية الذاتية، والانفتاح الموزون على المحيط، بما ينتج جيلاً صالحًا، ويبني أسرًا داعمة لفكرة الوطن، والصالح العام.