د. أحمد الفراج
تحدثت في المقال الماضي عن أحلام اليسار الأمريكي بعزل الرئيس ترمب، وهو الأمر الذي سخّرت له الدولة العميقة كل وسائل الإعلام، بما فيها من كنا نظنه محايدا ونزيها، مثل قنوات سي إن إن، وإن بي سي، وصحف عالمية عريقة، مثل الواشنطن بوست، والنيويورك تايمز، وكان الهجوم على ترمب، ولا يزال، هو الأعنف من نوعه ضد أي سياسي أمريكي، خصوصا من قبل مذيعي قناة إم إس إن بي سي، من شاكلة كريس هيز، وزميلته ريشال مادو، وهما من عتاة أصوات اليسار الأمريكي، ولو لم يكن ترمب رجلا صلبا، لربما استسلم، تحت سطوة حرب الأعلام الأمريكي المنحاز والشرس، ولكنه واصل التحدي، في الوقت الذي لم يستطع هذا الإعلام إثبات أي شيء ضده، خصوصا ما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
ترمب، رجل الأعمال الذي يجيد المناورات، بدأ خطواته التصحيحية، والتي أسفرت عن عزل من تم تعيينهم على عجل، بعد فوزه المفاجئ بالرئاسة، ولا شك أن هذه الخطوة ألجمت اليسار، وغني عن القول إن أركان إدارة ترمب حاليا، هم من ساسة العيار الثقيل، ففي الدفاع، هناك الجنرال الشهير، جيمس ماتس، العازب الذي تزوج العسكرية، والذي يلقب بالكلب العقور، نظرا لشراسته وتميزه، وعندما رشحه ترمب لهذا الموقع الهام، عجز الديمقراطيون في الكونجرس أن يجدوا مثلبة واحدة ضده، ولا يقل مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) تميزا عن وزير الدفاع، فالسيد مايك بومبيو يعتبر سياسيا متميزا، صاحب خبرة عسكرية كبيرة، ولا ننسى وزير الخارجية، ريكس تيليرسون، ويظل تعيين الجنرال جون كيلي رئيسا لهيئة موظفي البيت الأبيض هو الأهم منذ انتخاب ترمب.
عانى ترمب كثيرا مما يجري داخل البيت الأبيض، حيث الفوضى والتسريبات، وكان لزاما عليه أن يفعل شيئا حيال ذلك، فعين الجنرال جون كيلي رئيسا لهيئة موظفي البيت الأبيض، ويعتبر هذا المنصب واحداً من أهم المناصب في الإدارة الأمريكية، ولا شك أن اختيار كيلي، الذي سبق ان عينه ترمب وزيرا للأمن القومي، كان موفقا للغاية باتفاق كل المعلقين، وقد بدأ كيلي على الفور بتنظيف البيت الأبيض ممن كانوا سببا في إزعاج الرئيس، سواء بسوء تدبيرهم، أو بتهاونهم مع إعلام اليسار، وأعاد الهيبة إلى مؤسسة البيت الأبيض، وقد بدا ذلك واضحا خلال الفترة الماضية، فالرئيس ترمب بدا مؤخرا في أفضل حالاته، وهو يستقبل الساسة، ويجوب الولايات المتحدة، متابعا لتطورات الأعاصير المدمرة ، والخلاصة هي أن اليسار الأمريكي حلم بعزل ترمب، وعمل جاهدا لأجل ذلك، ولكن الأخير لا زال صامدا، بل ويكسب المعركة بامتياز!.